الدولار ينجو والنفط وأسواق الأسهم أكبر الضحايا.. و500 بليون دولار لضمان استقرار الاقتصاد العالمي.

الأربعاء 17 سبتمبر-أيلول 2008 الساعة 12 صباحاً / مأرب برس - لندن - الحياة
عدد القراءات 4636

 تحولت مؤشرات اسواق الاسهم في الخليج ومختلف انحاء العالم الى حمراء في ظل الازمة المالية التي اوقعت «ليمان براذرز»، رابع اكبر مصرف اميركي واحد اكبر مصارف العالم، في الافلاس وايدي المصفين امس، بعد زهاء 158 عاماً على تأسيسه في الولايات المتحدة ونجاته من الركود الكبير في عشرينات القرن الماضي.

وفي وقت تم رصد ما يصل الى 500 بليون دولار لاعادة الاستقرار الى الاقتصاد العالمي، توقع الن غرينسبان الرئيس السابق لمجلس الاحتياط الفيديرالي «سقوط» مؤسسات مالية اخرى، قائلاً: «هناك دائماً خاسر ورابح ولا يجب علينا حماية الجميع». ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن محللين ماليين قولهم «ان المستثمرين فقدوا الثقة في المؤسسات المالية الدولية». ومع تراجع «غير مسبوق» في مؤشرات اسواق الخليج لن يُعرف الحجم الدقيق للخسائر العربية قبل فترة، لكن التوقعات تشير الى انها قد تكون بالغة، اذا لم يتم تدارك الازمة، بسبب الاستثمارات الكبيرة في المؤسسات المالية الاميركية العملاقة وغيرها. 

ومع عدم تأثر سعر صرف الدولار الاميركي، تجاه العملات الرئيسية، «لأن الركود يعم مختلف انحاء العالم ويضرب اسس الاقتصادات على مدار الكرة الارضية» كما قال جون وود خبير القطع في «باركليز كابيتال» في لندن، الا ان النفط الخام وقع فريسة الازمة المالية الدولية الحالية، وتراجع امس الى ادنى مستوياته منذ سبعة شهور مسجلاً خسارة تجاوزت الخمسين دولاراً منذ الذروة التي بلغها في تموز (يوليو) الماضي عندما حقق 147 دولاراً للبرميل.

ومنذ صباح امس الباكر سارعت المصارف المركزية على مستوى العالم الى اتخاذ اجراءات لتهدئة التوتر في الاسواق، خصوصاً مع مسارعة المستثمرين الى الانسحاب من المؤسسات المالية المكشوفة على «بنك ليمان براذرز». وخصص مجلس الاحتياط (المركزي الاميركي) مع مصارف رئيسية سيولة بقيمة 200 بليون دولار، من بينها 70 بليون دولار من امواله، لدعم 50 مصرفاً اميركياً او دولياً يمكن ان تُفاقم الازمة اذا تعثر بعض منها في حين أمن المركزي الاوروبي 30 بليون يورو اضافة الى 60 بليون يورو خصصتها مصارف اوروبية لمواجه الازمة. واعلن «بنك انكلترا» صباحاً تخصيص 5 بلايين استرليني لدعم «المتعثرين»، ذكر انها رُفعت الى 20 بليوناً في وقت لاحق تحسباً لانكشاف 30 مصرفاً على ازمة «ليمان».

وقال جاك كايو من «روايال بنك اوف اسكتلند» ان المخصصات قد ترتفع الى 500 بليون دولار لتأمين السيولة واستقرار الاسواق وللدفاع عن النظام المالي الدولي في ضؤ التهديد التي تواجهه المصارف الاميركية والاوروبية وغيرها في الازمة الحالية.

وكان «بنك ليمان» طلب الحماية من الدائنين، بموجب المادة 11، وامرت محكمة تجارية في نيويورك بوضعه في الحراسة القضائية لادارته وانقاذ ما يمكن خصوصاً ان موجوداته تصل الى 633 بليون دولار وديونه الى 613 بليوناً بعدما تراجعت مجموعات مصرفية عن انقاذه لانه مكشوف في السوق العقارية الاميركية بنحو 60 بليون دولار. ومن بين المؤسسات الدائنة لـ»ليمان» المصرف الاميركي العملاق «سيتي غروب» الذي اظهرت حسابات «ليمان» انه يملك سندات فيه بقيمة 138 بليون دولار كما ان لـ»بنك نيويورك ميلون» سندات فيه بقيمة 17 بليون دولار.

في المقابل نجا «بنك ميريل لينش» من مصير مماثل عندما اقتنص «بنك اوف اميركا» صفقة شرائه بقيمة 50 بليون دولار.

وتوقعت مؤسسات تأمين وظائف القطاع المصرفي، الذي خسر في الولايات المتحدة اكثر من 100 الف وظيفة على مدار الازمة المالية التي بدأت قبل 14 شهراً، ان يشهد القطاع قبل نهاية السنة خسارة 50 الف وظيفة اضافية.

وتأتي الازمة في الشهور الاربعة الاخيرة من حكم الرئيس جورج بوش الذي شهد انهيار الدولار وارتفاع البطالة وحجم العجز والديون وتراجع صورة اميركا كأكبر قوة في العالم ما ساعد المرشح الديموقراطي للرئاسة باراك اوباما لشن حملة على الجمهوريين واتهامهم بتخريب الاقتصاد. لكن الرئيس بوش سارع الى التأكيد ان الاقتصاد قوي وان ما يجري هو «حركة تصحيحية في الاسواق المالية».

ومع اغلاق الاسواق الآسيوية امس اغلق مؤشر بورصة لندن على خسارة 3.92 في المئة، اغلبها للشركات المالية والنفطية، عند 5244 نقطة وحتى السادسة مساء بتوقيت لندن كان داو جونز خسر 1.93 في المئة و»ستاندر اند بور» الاوسع نطاقاً1.71 في المئة.