صحفية أميركية تروي قصة اعتقالها وزميلها بعدن بعد تنكرهما بزي نسائي وتغطيتهما مهرجاناً للحراك بيافع

الخميس 27 مايو 2010 الساعة 07 مساءً / مأرب برس- متابعة خاصة:
عدد القراءات 18369

نشرت صحيفة أميركية - مساء الجمعة مقالاً قصصياً لكاتبة أمريكية بعنوان "كيف اعتقلت وكيف حظرت من دخول اليمن بشكل دائم"، تناولت من خلاله الصحفية الأميركية "هارثر ماردوك" تفاصيل قصة اعتقالها بنقطة أمنية وهي بمدخلها إلى مدينة عدن، برفقة زميل لها، عند عودتهما من تغطية مهرجان للحراك بيافع. وحسب ترجمة لوكالة عدن التي أوردت تفاصيل قصتها، فقد تناولت ماردوك في مقالها الذي نشرته صحيفة "صوت أميركا" تفاصيل مثيرة عن قصة دخولها وزميلها المصور الصحفي"آدم رينولدز" إلى مناطق بيافع محافظة لحج، والتي قالت أنها مناطق جبلية وعرة تقع تحت سيطرة الحراك الجنوبي، في جنوب اليمن، واصفة إياها بـ"المحررة"، من النظام اليمني ولا يستطيع أن يدخلها".

وأشارت الصحفية الأمريكية في سردها لقصة اعتقالها هي وزميلها المصور"رينولدز" أثناء عودتهما من المناطق الجنوبية لما كان يعرف بدولة اليمن الجنوبي السابق، وهما متخفيان بعباءات نسائية، أنه جرى اعتقالهما ووضعهما في غرفة بفندق يقع بمكان مجاور للمعتقلين الخطرين بعدن، قبل أن يجري التحقيق معهما حول من التقيا من شخصات وقيادات الحراك وطبيعة مهمتهما وما يتعلق بعملهما أيضا وكيفية وصولهما إلى مناطق يافع بلحج.

وافتتحت الصحفية مقالها بحديث طريف للكاتبة التي قالت : "سأبقى حتى تركلني الحكومة خارج البلاد" وهي الجملة التي ذكرت بأنها قالتها يوماً ما لأصدقائها المحليين في اليمن والذين وصفتهم بــ"الودودين"، واصف الشعب اليمني بــ"أمة الأصدقاء", وواصلت حديثها قائلة أنها لم تتوقع أن "تركلها الحكومة اليمنية خارج اليمن"، لكنها عندما أدركت أنها لا تستطيع أن تتبع "قوانين اليمن الصحفية الصارمة"، أدركت بالتالي أن "الحياة ربما تصبح صعبة وأطول في اليمن". وفق تعبيرها.

وواصلت "ماردوك" حديثها قائلة أنها لم تلحظ أي تغير في سلوك الحكومة اليمنية تجاهها خلال السنة التي بقيت فيها في اليمن، حتى عند كتابة مقالات انتقادية ضد الحكومة حول مواضيع حساسة، مضيفة "ربما الحرية أعطتني الشجاعة، لأنني الآن، بعد أن تطرقت للموضوع الأقل تفضيلاً عند الحكومة اليمنية – الحراك الجنوبي – صرت منفية خارج اليمن إلى الأبد".

وتابعت حديثها بالقول "الشهر الماضي سافرت أنا و المصور آدم رينولدز، متخفين بعباءات نسائية يمنية، إلى منطقة يافع "والتي وصفتها بــ"المنطقة الجبلية المضطربة سياسياً والتي ترسم على جبالها أعلام الجنوب الممنوعة في اليمن، والتي تحكم بواسطة شيوخ القبائل وقيادات الحراك الجنوبيً" والتي تضم معاقل الحراك التي تتكون من "رقع شاسعة ليست تحت السيطرة الحكومية"، والتي يتجول فيها مطلوبون انفصاليون بكل حرية، وخدمات الهاتف والانترنت تتوقف من فترة إلى أخرى لعزل المنطقة".

مضيفة أن هناك "قمع للأخبار التي تأتي من الجنوب، حيث صودرت معدات قناة الجزيرة الفضائية حديثاُ بعد تطرقها لموضوع الجنوب", و مستشهدة بأن أحد المسئولين اليمنيين قد أخبر أحد زملائها الصحافيين أن "الصحافيين الذين يكتبون عن الحراك الجنوبي غير مرحب بهم في اليمن", موضحة أن الصحافيين غير محظورين تقنياً في جنوب اليمن، ولكن "أذون السفر لا توهب أبداً" تحت مبررات "الأغراض الأمنية".

وقالت "ماردوك" أنها بعد مجيئها من المناطق التي تحت سيطرة الحراك الجنوبي واعتقالها والزج بها في أحد الفنادق القريبة من مقر الأمن السياسي والذي سخر للمعتقلين "الغير خطيرين والمومسات" في مدينة عدن، التي تحت سيطرة الحكومة اليمنية، وأن جوازات سفرهم قد صودرت من قبل الأمن اليمني", وأنه بعدها تم أخذهم إلى أحد مقرات الأمن السياسي حتى "أدركت أننا لسنا هنا لاسترداد الجوازات" حسب قولها، وعند محاولتها الاتصال بالسفارة الأميركية قام أحد الضباط بأخذ الهاتف من يدها وإغلاق المكالمة متذرعاً بأن إجراء المكالمات ممنوعة، حيث انتهى التحقيق معها في منتصف الليل، سئلوا فيها عن القيادات الجنوبية التي التقت بها أثناء رحلتها، إلا أنها لم تتحدث أو تنشر اسم أي من "القيادات المختبئة" واكتفت بذكر أسماء "الثائرين بشكل مفتوح",- حسب قولها، منوهة إلى أن ارتباكها جعلها تخلط الكذب بأشياء حقيقية لإضافة الواقعية لها.

وواصلت الصحفية قصتها بأن المصور (آدم رينولدز) قد بات في إحدى غرف الحجز في مقر الأمن السياسي, وأنهم في اليوم الرابع أخذوا إلى المقر المركزي للأمن السياسي في صنعاء, وبعدها التقوا، بشكل غير متوقع، بمسئولين في السفارة الأميركية، حيث أطلق سراحهم بعد ذلك، ليبلغهم مسئولو السفارة الأميركية أنهم قد منعوا من زيارة اليمن وأن اسميهما قد عمما على المطارات اليمنية وأنهما في حال عودتهما سوف يسجنان. منوهة إلى أن مسئولي السفارة قد نصحاهما بالخروج من اليمن "حفاظا على سلامتهما".

وأكدت"ماردوك" في ختام مقالها عن قصة اعتقالها في اليمن ، بأنها "ترددت في الاتصال بأصدقائها" خشية أن تكون "شخصية منبوذة لكسرها القانون، أو أن يشار إليهم بأصبع الاتهام بسبب معرفتهم بي، وأن يكونوا هم خائفين لكي لا تكون محسوبة عليهم"، إلا أنها تفاجأت حسب قولها بالترحيب الحار عند وقوفها عند مكاتب إحدى الصحف"، الشيء الذي شجعها على الاتصال بأصدقائها في اليمن، والذي تمنى أحدهم أن تعود إليه قريباً.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن