محطة الحرشيات الاستثمارية لتوليد الطاقة..إضافة نوعية لقطاع الكهرباء في حضرموت

الخميس 12 يناير-كانون الثاني 2012 الساعة 04 مساءً / مأرب برس- نبيل بن عيفان/ تصوير- رشيد بن شبراق
عدد القراءات 9060

وفرت محطة الحرشيات الاستثمارية لتوليد الطاقة الكهربائية الطاقة لمدينة المكلا وضواحيها خلال فترات الأزمات التي مر بها البلاد ، وبالأخص الفترة التي مرت بها الثورة الشبابية باليمن والتي زادت على عشرة أشهر انقطعت فيها الكهرباء عن كبريات محافظات الجمهورية اليمنية بدءً بالعاصمة صنعاء والتي وصل انقطاع الكهرباء فيها إلى اثنين وعشرين ساعة في اليوم ، ولا تبعد عنها كثيرا محافظة تعز وأقل منها عدن وهكذا ، إلا أن محافظة حضرموت عاشت فترة هذه الأزمة دون انقطاعات إلا ما قل والتي لا تزيد عن ساعتين متتاليتين ، ويرجع السبب في ذلك لوجود محطات استثمارية كبرى في عاصمة المحافظة كمحطة الحرشيات وبعض المديريات الأخرى كالشحر وغيرها .

هذا النجاح الذي حققته المحطة لم يكن الأول ، فقد نجحت في توفير طاقة كهربائية قدرها سبعة ميغاوات بعد حادث حريق محطة الريّان بالمكلا والذي أخرج المحطة عن جاهزيتها ، ورغم أن محطة الحرشيات لم يكتمل إنشاءها إلا أنها استطاعت توفير هذه الطاقة للمؤسسة العامة للكهرباء مما خفف من الضغوط الكبيرة التي كانت تواجهها السلطة المحلية بالمحافظة ومؤسسة الكهرباء .

في زيارتنا للمحطة التقينا بمدير المحطة المهندس عبد الحكيم أحمد بوسبعة ونائبه المهندس محسن عبود العمودي وأجرينا معهم الحوار التالي :

75 ميغاوات

كانت البداية مع المهندس عبد الحكيم بوسبعة المدير العام للمحطة والذي أفادنا بأنه تم البدء في إنشاء المحطة في شهر سبتمبر من العام 2009 م وخلال تسعة أشهر متتالية وبجهد كبير أنهت مجموعة باجرش وشركاءها العمل في المحطة وأصبحت جاهزة لتوليد 75 ميغا وات وقادرة في المستقبل على توفير مائة ميغاوات.

 (140) مليون دولار

ومن ناحية الكلفة والشركة المصنعة أفاد بوسبعة بأن شركة حضرموت الاستثمارية لتوليد الطاقة التابعة لمجموعة باجرش تعاقدت مع الشركة الفنلدية العالمية وارت سيلا لتصنيع مولدات المحطة وتشغيلها بطاقم أجنبي عدده عشرة مهندسين مطعم بطاقم محلي مكون من سبعة مهندسين وأربعة فنيين بالإضافة لأربعة وعشرين عامل ، وقد شمل عقد الشركة بالإضافة للتشغيل التدريب والتأهيل للكوادر المحلية من خلال برامج شهرية وفصلية ونصف سنوية ، وإرسال البعض منهم للخارج لحضور الورش والدورات المهنية وآخر ماوصلت له تكنولوجيا الكهرباء ، مؤكدا بأن شركة وارت سيلا من الشركات المتميزة على مستوى العالم ومشهود لها بذلك ولها تجارب سابقة في اليمن بتوفير أكثر من ثمانمائة ميقا وات في أماكن مختلفة من الوطن .

طموحات توسعية

وقد أكد المهندس عبد الحكيم بأن النظام المعمول به في المحطة هو نظام تكنولوجي متكامل مربوط بالكمبيوتر ومن خلاله تستطيع تحديد أي مشكلة في المحطة وحلها من البداية ، مضيفا بأن المحطة تتكون من عشرة مولدات سعة المولد سبعة ونص ميقا ، وتعمل بثلاثة أنظمة هي ( 400 فولت – 11000 فولت – 33000 فولت ) .

منوها بأن شركة حضرموت الاستثمارية تخطط لتزويد احتياجات قطاع الاستثمار الصناعي من الطاقة وفي مقدمتها شركة المكلا للحديد والصلب ، كما تهتم بتوفير فرص العمل والحد من البطالة مساهمة منها في الحد من البطالة وتحقيق النمو الاقتصادي للبلد .

أنظمة حديثة

من جهته تحدث المهندس محسن عبود العمودي نائب مدير عام محطة الحرشيات موضحا أن محطة الحرشيات تتكون من ثمانية أنظمة حديثة مرتبطة بنظام كنترول يربط عبر توصيلات وأبرز الأنظمة هي نظام الهواء المضغوط الذي يستخدم في تشغيل المولدات بشكل مباشر ونظام تبريد الماء ونظام تصفية الوقود والزيت وذلك بواسطة مصفيات التي تعمل بالطرد المركزي ومزودة بأجهزة الكترونية حديثة أوتوماتيكية ونظام بخار الماء الذي يقوم بتسخين الوقود إلى درجة حرارة تصل الى130 درجة مئوية حيث يستفاد من الغازات الخارجة من المولدات في الحصول على البخار بواسطة ثلاث غلايات وكذا نظام الإنذار المبكر لإطفاء الحرائق والسلامة والذي يرتبط بلوحة مفاتيح تشمل ثلاثة مسارات لنظام الفولتاج المنخفض والمتوسط والعالي ، إضافة إلى غرفة توليد الطاقة ، مؤكدا بأن نظام إطفاء الحرائق والسلامة هو من أهم الأنظمة وقد عملت المحطة على تدريب خمسة وأربعين عاملا من الحراسات وغيرهم بدورات مستمرة في كيفية استخدام المنظومة وأجهزة السلامة .

الوقود المستخدم:

وأضاف العمودي في تصريحه بان الوقود المستخدم لتشغيل المولدات هو مادة المازوت حيث تستهلك المحطة يوميا ما يقارب أربعمائة وخمسون ألف لتر إذا اشتغلت بكامل طاقتها وهذا النوع من التشغيل يوفر كميات كبيرة من الديزل للبلد حيث يتم استخدام الديزل عند بداية التشغيل فقط.