أثر الأزمة المالية والعالمية على اليمن في محاضره لباشراحيل

الجمعة 24 أكتوبر-تشرين الأول 2008 الساعة 09 مساءً / مأرب برس- سماح جميل
عدد القراءات 8005

عقد صباح أمس الخميس محاضرة للأستاذ محمد عبد الله باشراحيل الخبير الاقتصادي اليمني في منظمة الأسكوا سابقاً نظمها البيت الثقافي للشباب والطلاب المدعم من قبل الصندوق الوطني للديمقراطية ( NED ) مدينة خور مكسر، تحت عنوان " أثر الأزمة المالية والعالمية على اليمن " .

أفتتح الأستاذ / محمد قاسم نعمان بكلمة ترحيبيه للحضور موكداً على أهمية الموضوع الذي سيتم الوقوف أمامه والمتعلق بالأزمة المالية العالمية وأثارها على اليمن مؤكدا على أهمية مزيد من البحث حوله حتى لانتفاجئ بآثاره على اليمن واليمنيين بمزيد من المعانات التي ستثقل كاهل المواطنين ..

وقال أن آثاره على اليمن بدأت تتضح أبرز حلقات هذا الوضوح تتمثل في !انخفاض قيمة النفط ويضاف إلى ذلك الآثار المتوقعة في المساعدات التي تحصل عليها اليمن وآثار الموارد التي تصل إلى ميزانية الدولة من السياحة التي لاشك أنها ستتأثر كثيراً ..

وقال: أن استمرار الفساد في ظل هذه التأثيرات سيضاعف من التعقيدات والمشكلات التي ستواجه اليمن واليمنيين ولابد من الانتباه لها من الآن ..

ثم نقل الحديث للأستاذ / محمد عبد الله باشرا حيل ضيف اللقاء ليتحدث حول موضوع اللقاء والتفاصيل المتعلقة بها ..

والذي استهل حديثه حول الأزمة المالية العالمية بقوله : أن الأزمة المالية العالمية ترتبط بالنظرية الرأسمالية التي كانت مرتبطة مبدأ أخلاقي وإنساني لكنا الممارسات على الأرض لهذه النظرية خرجت عن هذا الإطار فتسببت بهزة أركان هذه النظرية وما وصلت إليه حتى أن الذين كانوا ينددوا بحرية الاقتصاد والتنافس وحرية آلية السوق أصبحوا يطالبون بضرورة تدخل الدول !

وإعادة لذاكرة إلى مرحلة وجود القطبان العالمين الاشتراكي والرأسمالي فقال في الفترة الذي كان فيها قطبان النظرية الأولى ويقصد بها الشيوعية سقط نظامها بالنسبة للرأسمالية لم تسقط حتى الآن لكن الأزمة المالية الحالية هزت أركانها وبرز المطالبة بضرورة إعادة أهم ركن فيها هو تدخل الدولة ومنوها في حديثة أن في 15 / نوفمبر القادم سيعقد مؤتمر قمة دولية لمناقشة الأزمة ولكنه أيضا سيجيب المشاركون في هذه القمة عن سؤال يتعلق كيف يمكن ان يستمر النظام الرأسمالي إذا ماتدخلت الدولة في السوق والاقتصاد والمالية وكيف سيكون هذا التدخل ؟

وقال في محاضرته العالم دوماً عبر التاريخ وبالذات الحديث يعيش على قطبين أو أكثر ويختل التوازن عند بقاء قطب واحد ينفرد بالقرارات المتعلقة بكل شيء..

وواصل حديث بالقول : عندما انفردت أمريكا كالقطب واحد اختل التوازن وبرز الغرور لدى صناع القرار في أمريكا حيث برز الانحراف في المبادئ التي كانوا يعملون عليها (الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان دون مراعاة لحرية الرأي والتعددية على مستوى الأمم وهذا هو وضع الولايات المتحدة الأمريكية اليوم والتي تشكل في ذات الوقت قوام الرأسمالية والعولمة . التي تهيمن اليوم على الاقتصاد والقوة العسكرية وبرز العامل الثالث إلا وهو الهيمنة على النفط ، وقال ان الحرب على العراق تكلف الخزانة الأمريكية 3 مليون دولار كل ثلاث دقائق وفي الساعة 20 مليون دولار وفي اليوم نصف مليار دولار ، وبسبب هذا الأنفاق أطرت أمريكا على وضع ادونات الخزانة واتحاد مجموعة من الإجراءات الأخرى منها تخفيف الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي إلى 2% وهو تخفيض لم يحصل في أي بلد في العالم لأن تخفيض الفائدة يعني تشجيع الناس على مزيداً من الاقتراض.

وواصل القول حول أسباب انفجار الأزمة المالية في أمريكا أن العصارات التي واجهتها مدن وولايات أمريكية بلغت خسائرها ترليونات من الدولارات منوها انه هذه الخسائر تتحملها شركات التأمين الأمريكية وهي أول من أعلن إفلاسها ..

وقال أن من أثار ونتائج الأزمة يحصل اليوم استمرار في انخفاض السهم والسبب يعود إلى غياب الثقة في الثلاث الأيام الأولى للازمة التي بلغت خسائرها(4 ترليونات) وثلاث مائة مليار دولار .

ووزير المالية الأمريكية يقول في تصريحاً وحيد أتوقع إفلاس الكثير من الشركات والبنوك الأمريكية ومن بعد هذا التصريح لم يعد يدلي بأي حديث أو تصريح للإعلام .

ثم انتقل إلى اثر هذه الأزمة على اليمن وقال في مقدمة حديثه أن الأزمة المالية العالمية ستؤثر في السلم من على المعونات المقدمة لليمن من الدول والمنظمات منهوهاً أن أكثر من مليار دولار تتقاضاها اليمن كهبات من هذه البلدان أضافا إلى أثار انخفاض النفط وتحويلات المغتربين وقال هو يستعرض الآثار التي ستواجه اليمن أن إيرادات الدول 90% تأتي من المحافظات الجنوبية

والشرقية وان الأنفاق العسكري يزداد على حساب المشاريع وتحسين مستوى التعليم ومخرجاته وتحسين الخدمات الصحية والحياة المعيشية للناس .

مواصلا حديثة أن الفساد في اليمن سيزيد من أثار الأزمة المالية العالمية على اليمن تعقيدات ومشكلات إذا لم تفعل هيئة مكافحة الفساد فعلها الصائب وإذا لم ينفذ قانون مكافحة الفساد . وعلق مضيافاً .." أن لجنة مكافحة الفساد لهل نفقات وميزانية وعلاوات ومع ذلك لم تسمع حتى الآن أن أي فاسد قدم للعدالة .

وعلق على مااورده مدير البنك المركزي اليمني الذي كان قد صرح بأنه ليس هناك تأثيرات للازمة المالية العالمية على اليمن والبنوك اليمنية وقال هذه تصريحات سياسية لاعلاقة بها بالاقتصاد والصحيح أن اليمن ستتأثر في الأزمة ..

كما أشار في حديثة إلى أن البنوك الإسلامية تأثرت ولكن بشكل محدود جداً . وقد تلات  المحاضرة الاستماع إلى المناقشات والملاحظات والأسئلة التي قدمت من المشاركين .. وكان قد شاركت في الحضور عدد من الضيوف د.أ مبارك خليفة ود/ زين عيدورس – أستاذ مساعد في كلية الاقتصاد والشخصية الاجتماعية الأستاذ / فريد صحبي والأستاذ وفاء السيد عضو المكتب السياسي لحزب الاشتراكي ومنظمات المجتمع المدني .