”لقد ظُلمت وحُبست وحُوكمت في قضية لم أفكر فيها مجرد التفكير“.. نص وصية مؤثرة ومُبكية لأحد الشهداء الـ9 الذين أعدمهم الحوثي

الأحد 19 سبتمبر-أيلول 2021 الساعة 09 مساءً / مأرب برس ـ غرفة الأخبار
عدد القراءات 6467

قبل إعدامه الى جانب ثمانية آخرين من قبل ميليشيا الحوثي الإنقلابية كتب العقيد "عبدالملك حميد"، وصية مؤثرة الى أهله يؤكد فيها برائته من التهم الكيدية المنسوبة في قضية مقتل "الصماد".

وقال "حميد" في الوصية التي تداولها نشطاء على مواقع التواصل لأهله "ارفعوا رؤوسكم، هكذا حكم الله وقدر لي أن أستشهد ظلما وعدوانا فلقاء الله حق. يعلم الله أني خدمت وطني بكل أمانة ونزاهة ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم، وأسأل الله أن ينتقم من كل ظالم.

وصباح يوم أمس السبت، أقدمت سلطة الميليشيا في صنعاء على إعدام تسعة أشخاص من أبناء تهامة بميدان التحرير، بعد اتهامهم بالتخابر والتخطيط مع زعماء "دول العدوان" لقتل القيادي الحوثي "صالح الصماد"، والذي لقي مصرعه أواخر شهر أبريل 2018، بغارة جوية نفذها طيران التحالف العربي، وفقاً لتصريحات التحالف آنذاك.

ومن بين المختطفين التسعة الذين اعدمتهم الميليشيا الضابط برتبة عقيد "عبدالملك حميد"، الحاصل على ماجستير في القانون المدني والذي شغل العديد من المناصب الأمنية خلال فترة حياته.

وكانت سلطة الميليشيا قد اختطفته بتاريخ 15 نوفمبر 2018، وتعرض خلال فترة الإعتقال للحرمان من النوم لمدة أسبوع و الغسيل بالماء البارد في أيام الشتاء و التعليق بواسطة آلة ترفع يديه و إحدى رجليه إلى الأعلى و تبقيه على رجل واحدة من المساء إلى الصباح.

وتحدث أمام المحكمة بأن الأقوال المنسوبة إليه أُكره عليها ليتخلص من التعذيب المسلط عليه، وفق ما نشرته رابطة "امهات المختطفين".

وجاءت المذبحة الحوثية بحق المختطفين بعد أشهر من مسرحية المحاكمة، أيدت محكمة استئناف تابعة للحوثيين في أبريل الماضي حكم الإعدام بحق المختطفين التسعة، وقال محامو الدفاع إن المحكمة العليا التابعة للحوثيين أيدت في 12 سبتمبر الجاري الحكم.

ولقيت جريمة الميليشيا الحوثي بحق تسعة أشخاص من أبناء محافظة الحديدة، استهجان واستنكار يمني واسع على المستوى الرسمي والشعبي والحقوقي.

واستنكرت العديد من المنظمات الحقوقية الجريمة الحوثية بحق المختطفين التسعة، وقالت إنها "بداية لمسلسل جرائم وإعدامات جماعية اخرى".

وحذرت المنظمات الحقوقية من تقاعس الأمم المتحدة والمجتمع الدول تجاه الجرائم الحوثية المستمرة بحق اليمنين، مشيرة الى أن التراخي الدولي سيشجع الميليشيا في ارتكاب مزيداً من الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين الأبرياء في البلاد.

من جهته دعا البرلمان العربي "كافة المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذا العمل الإرهابي الجبان، واتخاذ ما يلزم من إجراءات قانونية لضمان محاكمة مرتكبي هذه الجريمة ضد الإنسانية، التي تضاف إلى السجل الإرهابي الجبان لميليشيا الحوثي الانقلابية".

نص وصية العقيد "عبدالملك حميد":
أخواني الأعزاء وأخواتي حياكم الله ورعاكم

أبنائي الأحبة وبناتي حياكم الله وأصلح حالكم

زوجاتي الغاليات حياكم الله وألف بينكم أجمعين

يقول الله تعالى: "إِنا لننصر رسلَنا وَالذيَن آمنوا فِي الحَيَاةِ الدنيَا وَيوْمَ يقُومُ الْأَشْهَاد "

ويقول تعالى:" استعِينوا بالصبر وَالصلَاةِ إِنَ اللَّهَ مَعَ الصابِرين "

وقال تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياء عند ربهم يرزقون

ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين

الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون

لقد ظُلمت وحُبست وحُوكمت في قضية لم أفكر فيها مجرد التفكير وسيكون تنفيذ حكم ظالم كما قالوا يوم غدٍ السبت 18/9/2021 م

ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون

أفوض أمري إلى الله في من ظلمني وزج بي في هذه القضية ظلما وعدوانا " الذي يعلم يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور "

الذي يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير

وأقول : " اللهم أرني في من ظلمني عجائب قدرتك ، وسرعة نقمتك ، وزوال نعمتك ، يارب أنت أحكم الحاكمين .

أهلي جميعا :

ارفعوا رؤوسكم ، هكذا حكم الله وقدر لي أن أستشهد ظلما وعدوانا فلقاء الله حق .

يعلم الله أني خدمت وطني بكل أمانة ونزاهة ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل على كل ظالم ، وأسأل الله أن ينتقم من كل ظالم .

أهلي جميعا :-

يقول المولى : " إنك ميت وإنهم ميتون• ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون"

سأخاصم كل من ظلمني وعذبني وحكم عليا ظلما لإرضاء الآخرين . وأعلم أن الموت حقٌ علينا جميعا والشهادة عز لكل مظلوم وأسأل الله أن يثبتنا في الحياة الدنيا وفي الآخرة وإنا لله وإنا إليه راجعون ..

أطلب المسامحة من الجميع وأوصيكم جميعا في أطفالي الصغار في تعليمهم وفي حسن تربيتهم وفي بناتي وأوصي أولادي وبناتي في البر بأمهاتهم جميعا ، وأوصي الجميع بطاعة أخواني وأخواتي والبر بهم كما تبرون بي .كما أوصي أبنائي وبناتي جميعا بالمحافظة على الأخوة بينهم والمحبة الصادقة ، فمن أحبني أحب إخوانه جميعا تقديرا لي .

وهذه وصيتي لأبنائي جميعا ، أسأل الله أن يؤلف بين قلوبكم أجمعين ، وأني يجمعني بكم في الفردوس الأعلى في الجنة .

وأوصي الجميع أولا وأخيرا بطاعة الله ورضائه والتأهب ليوم الحساب فالدنيا فانية ولا تستحق والآخرة لمن اتقى . أسأل الله أن يثبتنا في الدنيا والآخرة بالقول الثابت ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ، وأحمد الله على ما قضى وقدر وأسأل الله أن يجمعنا بكم في مستقر رحمته في الفردوس الأعلى .

عبدالملك أحمد حميد

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن