مفاعل نووي فضائي صيني يفوق قدرة نظيره الأمريكي بـ100 ضعف ينهي مشكلة الطاقة لرواد فضاء المستقبل

الثلاثاء 30 نوفمبر-تشرين الثاني 2021 الساعة 12 مساءً / مأرب برس-وكالات
عدد القراءات 3092

 

أعلن فريق من الباحثين الصينيين، اليوم الاثنين، الانتهاء من تطوير نموذج أولي لمفاعل نووي قوي لبرنامج الفضاء الصيني، تفوق قدرته على توليد الكهرباء نظيره الأمريكي، الذي تخطط "ناسا" لتثبيته على سطح القمر بحلول عام 2030، بـ 100 ضعف.

تم إطلاق المشروع بتمويل من الحكومة المركزية الصينية في عام 2019، على الرغم من عدم الكشف عن التفاصيل الفنية وموعد الإطلاق، فقد تم الانتهاء مؤخرًا من التصميم الهندسي للنموذج الأولي وتم تصنيع بعض المكونات الهامة للمفاعل، حسبما ذكرت صحيفة "atomic-energy".

بالنسبة للصين، هذا مشروع طموح يواجه تحديات غير مسبوقة، الجهاز النووي الوحيد المعروف للجمهور الذي أرسلته الصين إلى الفضاء هو بطارية مشعة صغيرة "Yuytu 2"، وهي أول مركبة تهبط على الجانب البعيد من القمر في عام 2019.

ويمكنها توليد كمية بسيطة فقط من الطاقة لمساعدة العربة الجوالة على سطح القمر. وفقًا للباحثين الصينيين، لن يكون الوقود التقليدي والألواح الشمسية كافيين لتلبية الاحتياجات البشرية لاستكشاف الفضاء، والتي من المتوقع أن تتوسع بشكل كبير، وتفكر الصين بجدية في تأمين احتياجات الطاقة مستقبلا على سطح القمر، حيث ستكون المستوطنات البشرية على القمر أو المريخ ضمن الخطة المستقبلية.

قال أحد الباحثين في الأكاديمية الصينية للعلوم، الذي طلب عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتحدث للصحافة: "تعد تقنية التبريد أحد التحديات الرئيسية لمفاعل الفضاء الصيني، سيتم استخدام جزء فقط من الحرارة الناتجة عن المفاعل لتوليد الكهرباء، ويجب تبديد الباقي بسرعة في الفضاء لتجنب أي آثار جانبية غير محسوبة".

لمعالجة هذه المشكلة، سيستخدم المفاعل هيكلًا قابلًا للطي مثل مظلة لزيادة مساحة السطح الإجمالية لمشعات الحرارة إلى الفضاء. سيعمل المفاعل الفضائي في درجات حرارة أعلى بكثير من درجة حرارة الأرض (ربما تصل إلى 2000 درجة مئوية في اللب)، سيستخدم الليثيوم السائل كناقل للحرارة لزيادة كفاءة توليد الطاقة.

ولكن عند درجات حرارة أقل من 180 درجة مئوية، يصبح الليثيوم صلبًا، وهي عقبة أخرى يجب على الفريق الصيني التغلب عليها. ليس المشروع النووي الأول في الفضاء وهذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها الطاقة النووية في مجال الفضاء، فالطاقة النووية تُستخدم لإستكشاف الفضاء منذ عقود، بحسب شركة "روساتوم" عملاق الطاقة النووية الروسية. تم تركيب التكنولوجيا والتقنيات النووية لأول مرة على مركبة فضائية في عام 1965.

وتستخدم المفاعلات النووية في الوقت الحاضر عندما لا يمكن الحصول على الكمية المطلوبة من الطاقة بوسائل آخرى مثل الألواح الشمسية أو مصادر الطاقة الذرية. فعلى سبيل المثال، الخلايا الشمسية ليست كافية لمشاريع واسعة النطاق مثل استكشاف القمر أو إرسال مهمة مأهولة إلى المريخ، ولذلك ستكون هناك حاجة إلى منشآت الطاقة النووية.