خلال أكبر حدث دبلوماسي بين الصين والعرب.. إعلان عن منطقة حرّة واتفاقيات استراتيجية ضخمة

الجمعة 09 ديسمبر-كانون الأول 2022 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - وكالات
عدد القراءات 5846
 

أعلن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، اليوم الجمعة، عن إطلاق مشروع منطقة حرة خليجية بالتعاون مع الصين، ضمن أحد أهم الاتفاقيات بين الصين والعرب خلال ثلاث قمم مهمة عقدت في الرياض.
ثلاث قمم بين الصين والعرب
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مفتتحاً القمة الخليجية الصينية التي تحتضنها الرياض، اليوم: إن القمة تأتي في ظل تحديات وظروف استثنائية تحتم التعاون، وإنها تؤسس لمرحلة تاريخية جديدة في التعاون الخليجي الصيني.
وأوضح أنه تم بحث إنشاء منطقة تجارة حرة خليجية صينية، حيث يتم استكشاف فرص التعاون مع الصين في مجالات الأمن الغذائي وسلاسل الإمداد.
وأعرب عن التطلع للتعاون مع الصين في مختلف المجالات ونقله لآفاق أرحب. كما أشاد بن سلمان بما وصلت إليه الصين، واصفاً إياه بقصة نجاح.
وفي البيان الختامي للقمة الخليجية الصينية، رحبت دول الخليج بعقدها وأبدت تطلعها لتعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية مع الصين.


كما أكد مجلس القمة دعمه لقرارات مجموعة أوبك بلس لتحقيق التوازن في أسواق النفط، بينما أدان البيان التفجير “الإرهابي” الذي استهدف منطقة تقسيم وسط إسطنبول، واستمرار إيران في دعم الجماعات “الإرهابية” والميليشيات “الطائفية”، بينما شدد على احترام مبادئ السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
قمة سعودية صينية
وكانت السعودية افتتحت القمم الثلاث مع الصين، حيث صدر بيان مطول تعهدت بكين والرياض خلاله بتعزيز التعاون والتشديد على مبادئ السيادة و”عدم التدخل”، مع التأكيد على أهمية الحل السلمي للصراع الأوكراني.
وأكد الجانبان على مواصلة الدعم المتبادل للمصالح الأساسية، وفي إشارة إلى المخاوف الأمنية الخليجية بشأن إيران، وهي مورد آخر للنفط للصين وتربطهما علاقات جيدة، اتفقت الرياض وبكين على الحاجة إلى “تعزيز التعاون المشترك لضمان الطبيعة السلمية لبرنامج إيران النووي” وضرورة احترام طهران “لمبادئ حسن الجوار”.


وعبرت الرياض عن دعمها لسياسة “صين واحدة” فيما يتعلق بقضية تايوان. وذكر التلفزيون السعودي الرسمي أن شي دعا الملك سلمان إلى زيارة الصين.
ونقلت وزارة الخارجية عن شي قوله “تتطلع الصين إلى العمل مع السعودية والدول العربية لتحويل القمتين إلى علامة فارقة في تاريخ العلاقات الصينية العربية والعلاقات بين الصين ودول مجلس التعاون الخليجي، والارتقاء بهذه العلاقات إلى آفاق جديدة”.
وقبيل القمتين، أجرى شي محادثات ثنائية مع ولي عهد الكويت، الشيخ مشعل الجابر الصباح، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال دبلوماسيون إن الوفد الصيني سيوقع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع عدة دول، بالإضافة إلى السعودية التي وقعت مذكرة تفاهم مع شركة هواوي بشأن الحوسبة السحابية وبناء مجمعات عالية التقنية في المدن السعودية.

 

القمة العربية الصينية
وبخلاف السعودية التي تستضيف القمة العربية الصينية، وصل إلى المملكة، للمشاركة فيها كل من رؤساء مصر عبد الفتاح السيسي، وفلسطين محمود عباس، وتونس قيس سعيد، وموريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، وجيبوتي إسماعيل عمر جيلي، وجزر القمر عثمان غزالي، والصومال حسن الشيخ محمود
كما وصل كل من رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، ورئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان.
كذلك وصل إلى الرياض ولي عهد الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح.

أيضاً وصل كل من رئيس وزراء العراق محمد السوداني، والمغرب عزيز أخنوش، والجزائر أيمن بن عبد الرحمن، ولبنان نجيب ميقاتي، ونائب رئيس الوزراء العماني فهد بن محمود آل سعيد.
وبحسب الإعلانات الرسمية أيضاً، يشارك بالقمة العربية الصينية كل من ملك الأردن عبد الله الثاني، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ومع انطلاق القمة قال الرئيس الصيني شي جين بينغ: القمة العربية الصينية حدث مفصلي في تاريخ العلاقات العربية الصينية وستقود نحو مستقبل أجمل.
وأضاف: الصين والدول العربية تتبادل مشاعر الثقة والدعم الثابت للقضايا الحيوية للجانبين، والمنفعة المتبادلة هي القوة الدافعة للعلاقات الصينية العربية.
وأشار إلى أنّ الصين أقامت 17 آلية تعاون بينها وبين والدول العربية وبلغ حجم التبادلات 300 مليار دولار خلال 10سنوات، مشدداً على أنه على الجميع الحفاظ على السلام في المنطقة وتحقيق الأمن المشترك.
وقال: ندعم الجانب العربي في إيجاد حلول للقضايا الشائكة في المنطقة، وعلينا الالتزام بمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، كما نرفض الإسلاموفوبيا أو ربط الإرهاب بعرق أو دين بعينه.
وشدد الرئيس الصيني أن القضية الفلسطينية تهم السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وتضع الضمير الأخلاقي للبشرية على المحك، حسب وصفه.
وأضاف: في القضية الفلسطينية يجب التمسك بحزم بحل الدولتين وبمبدأ الأرض مقابل السلام، وندعم قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس على حدود عام 1967.
ووفقاً لما أعلنته الخارجية الصينية، فإن القمة الصينية العربية الأولى هي أكبر حدث دبلوماسي والأعلى في المستوى بين الصين والعالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين وكذلك علامة فارقة في تاريخ العلاقات الصينية-العربية، موضحةً أن عقد القمة قرار استراتيجي مشترك للجانبين لتعزيز التضامن والتنسيق في ظل الظروف الحالية.
خلال أكبر حدث دبلوماسي بين الصين والعرب.. إعلان