الإخوان !! يانصيب الحكام
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 5 سنوات و شهرين و يومين
الثلاثاء 24 سبتمبر-أيلول 2019 03:50 م


مازالت مطابخ الإعلام السياسي تكرر على مسامع الناس ما تعده من وصفات لتمرير مشاريعهم الفاسدة وخططهم الخبيثة . حجج مل الجميع سماعها فلم تعد تنطلي عليهم ، لما تحمله من استخفاف لعقولهم ، وتغييب لوعيهم ، وتحد لفطرتهم السليمة .
- نيابة أمن الدولة في مصر تحبس الناشط اليساري كمال خليل 15 يوماعلى ذمة التحقيقات ، وذلك بـتهمة " الانضمام لجماعة إرهابية محظورة " .
- الإعلامية المصرية ريهام سعيد تسخر في برنامج لها من أصحاب السمنة المفرطة ، وتصفهم بالمشوهين لمنظر البلد . وحين تعرضت لهجوم شديد ، ردت بأن منتقديها من الإخوان ، لأن حلقة البرنامج تدعم مبادرة السيسي .
- الإمارات تقصف بطيرانها الجيش الوطني اليمني ، ثم تؤكد احتفاظها بحق الدفاع عن النفس و الرد على أي تهديد ، مما دعاها لقصف المليشيات الإرهابية بضربات جوية محددة .
- المسماري المتحدث باسم قوات حفتر في مؤتمر صحفي بأبوظبي بأن معركتهم ضد حكومة الوفاق في طرابلس هي ضد التنظيمات الإرهابية .
سبحان الله ، إلى أي حد بلغ الاستخفاف بوعي الناس واستغفال عقولهم وتعطيل إرادتهم . كمال خليل يساري معروف للكثيرين في مصر .. فكيف يستقيم أن يتهم بالانتماء للإخوان , والمذيعة ريهام يرد عليها رأي عام ، ولكنها تجعلهم من الإخوان . والإمارات تقصف جيشا وطنيا يتبع الشرعية التي جاء لحمايتها .

فإذا به يقصفها ويتهمها بالإرهاب . والمسماري يكمل المشهد بوجوب اسقاط وضرب كل من قد قالت أبوظبي أنهم إرهابيون .
هكذا هو الوضع السائد اليوم في مخطط الحكام ، وهذا هو البرنامج السائد في أروقة إعلامهم ودهاليز أمنهم وسراديب سياستهم . اقتل !! اعتقل !! ، دمر !! فجر !! . افعل ما شئت ، ثم ردد الكلمة السحرية ( إخوان ) ، حتى تنال كل استحقاق لجرمك وكل تأييد لفسادك .
الجماعة الإرهابية المقصود بها الإخوان .. لا سواهم . نعم لقد مكرتم بالإخوان اعتقالا ونفيا وقهرا ، وظننتم أنكم بذلك قد حصنتم عروشكم وحميتم كراسيكم . ولكن الله يفوقكم مكرا ، وهو خير الماكرين . فتأملوا كيف أرسل على طاغية مصر من يزلزل مركزه ويهز كيانه ويحرك الشارع ضده مضعضعا أركانه . ليس هو إخوانيا ولن يستطيعوا أن يلصقوا به ذلك ، وليس من دعاة الإسلام السياسي ، ولا من أبناء التنظيم الحركي .

هو رجل فنان ليس ملتزما بقوة ، ومقاول ليس متدينا بشدة . محمد علي تجول في فسادهم وعاشر كذبهم وعاصر خبثهم فهيأه الله ليكشف زيفهم وينسف باطلهم ، ويؤثر وحده في الناس أقوى من مائة خطيب مفوه ، وأشد من عشرة علماء مجتهدين . ولعل الله أن يبعث قريبا أمثاله في قصور كل الطغاة وأبراج كل الجبابرة ، الذين ظنوا أنهم بقهرهم الدعاة وتغييبهم العلماء قد أضحوا في مأمن تام من مكر الله بهم .
قولوا ما شئتم عن الإخوان .. اكذبوا .. زيفوا .. اعتقلوا .. اغتالوا .. ولكنهم رجال ستظل يدهم تحمل غصن الزيتون وبذوره ، ويدخر عقلهم خير الزيتون ومنافعه ، ويستوطن صدرهم حقل الزيتون وثماره . أولئك هم ( الإخوان ) .. دائما وأبدا . رجال لن تستأصلوا من روحهم آصالة الزيتون ، ولا عمق جذوره ، ولا شموخ أشجاره ، ولا سمو تاريخه . وسيظل الزيتون باسقا لا تؤثر في جذوره وجذوعه دوآب مخابراتكم ولا سموم إعلامكم . فلتقصروا شركم وبهتانكم .. فنحن باقون ما بقي الزيتون . فليتكم تتعلمون غرس الزيتون واحتضان ظله .. بدلا من اقتلاعه وقتله .