ماذا قال قادة دول الخليج في قمتهم عن اليمن وعن الحوثيين؟ ولي العهد السعودي يصل الإمارات بشكل مفاجئ في زيارة خاصة أحلام لإمبراطورية الفارسية .. هكذا تحرك ايران الحوثيين لاستعادة أمجادها البائدة .. مشروع التسليح والتأهيل الماجستير في العلاقات الدولية للباحث والدبلوماسي اليمني لؤي عباس غالب من جامعة بروكسل انفجار عنيف يستهدف دورية عسكرية تابعة للمجلس الانتقالي بمحافظة أبين .. تفاصيل مأرب برس ينشر البيان الختامي للقمة الخليجية الـ 45 بالكويت تفاصيل القمة الخليجية التي احتضنتها الكويت .. ابرز المطالب والمواقف نزاعات الأراضي بمحافظة إب توسع خلافات المليشيات الحوثية أحد مواني الشرعية.. موظفو ميناء النشمية النفطي يعلنون الإضراب الشامل أكثر من 10 ألف إنتهاك لمليشيات إيران في محافظة الجوف
في عام 1990 احتفى العالم العربي واليمنيون بالوحدة اليمنية في دولة اليمن التي نعرفها اليوم بعدما كان مقسما بين جمهورية في الجنوب وأخرى في الشمال كانت لكل منهما تجربتها التاريخية وتحالفاتها الخارجية ونظامها وتطورها السياسي كنتيجة لأوضاع سبقت ما قبل الاستقلال أو الوحدة.
ورغم اختلاف التجربة، فإن الوحدة اليمنية كانت أمرا ينتظر الحدوث بحكم أن ما يجمع في الجغرافيا والتاريخ والتراث وحتى المزاج، والأزمات أكثر مما يفرق بين اليمنيين في الجنوب والشمال، مع الأخذ في الاعتبار انه ليس أمرا عجيبا أن تكون هناك فروقات وطبائع وعادات مختلفة بين منطقة وأخرى في بلد واحد، فهو أمر يحدث في كل بلدان العالم ويتعايش معه الناس ويتعاملون معه ويحترمونه.
وقد كانت هناك الكثير من العوامل التي دفعت القيادتين السياسيتين في ذلك الوقت في الشمال والجنوب إلى أخذ خيار الوحدة ودمج الشمال والجنوب في كيان سياسي واحد، وانه كان الانصهار لم يتم بشكل كامل في السنوات الأولى حتى حدثت واقعة الحرب في عام 1994 بعدما نشب خلاف سياسي بين القيادتين في الشمال والجنوب تطور إلى حرب كاملة دارت فيها معارك ضارية وحسمت في النهاية لصالح صنعاء وخرجت القيادة الجنوبية إلى المنافي أو تصالحت بعد ذلك مع النظام.
وهي نتيجة كان يمكن التنبؤ بها إذا ما تم قراءة الجغرافيا والتاريخ وتغيرات العالم بشكل صحيح، فيما يجري إغفاله في بعض الأحيان أن دولتي الجنوب والشمال كانتا إفرازين لفترة الاستقطاب الدولي والحرب الباردة في العالم وقتها بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي السابق، وعندما انتهت هذه الحرب ودخل العالم في فترة ما سمي بالوفاق الدولي سقطت مبررات هذا التقسيم وحدث فراغ مع عدم وجود داعمين خارجيين، وكان لابد أن يتجه الجنوب نحو الشمال والعكس صحيح لتشكيل كيان سياسي جديد أكثر قدرة وحيوية على البقاء.
لذلك تبدو الدعوات التي تطلق حاليا مع المشاكل التي تواجهها الدولة اليمنية على أكثر من جبهة والتي تصل في بعض الأحيان إلى تهديد أساس وجودها لعودة الجنوب إلى الانفصال أو تقرير المصير مثل الدعوة التي أطلقها نائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض الأسبوع الماضي .. تبدو خارجة عن السياق التاريخي وتعكس حنينا غير واقعي للعودة إلى الوراء في زمن مختلف.
قد تكون هناك مشاكل ومطالبات لها شرعيتها لا يستطيع أحد إنكارها أو تجاوزها أدت إلى حركة الاحتجاجات التي أطلقت على نفسها اسم الحراك الجنوبي حاليا، والتي تأتي في وقت صعب بالنسبة إلى الدولة اليمنية التي تواجه تمردا آخر مسلحا في الشمال من الحوثيين الذين تثار علامات استفهام كثيرة حول إمكانياتهم التي تقترب من إمكانيات دولة.
لكن السؤال هو كيف تواجه هذه المطالب والمشاكل هل بالعودة إلى ما قبل عام 1990 وكان شيئا لم يتحقق أو العالم لم يتغير، أو يجري الحوار والحديث عن المطالب والحلول الواقعية في إطار الدولة الواحدة، واحترام التنوع والتعددية التي فيها باعتبارها عوامل تجمع أكثر مما تفرق.
هذه مسؤولية تقع على الجانبين سواء في الحكومة المركزية في صنعاء أو القيادات السياسية والشعبية في الجنوب في إجراء حوار مسؤول هدفه المصلحة المشتركة في إطار بلد واحد فإذا كانت هناك مظالم يجري معالجتها ورفعها، وإذا كانت هناك جهات تحاول النفاذ من خلال المشاكل واستغلالها لتقسيم البلاد مجددا فيجب العمل على عدم الوقوع في فخها لأن الجميع سيخسر من ذلك.
*نقلا عن "الشرق الأوسط" اللندنية