قطر واليمن والحوثيون
بقلم/ د . محمد صالح المسفر
نشر منذ: 6 سنوات و 4 أسابيع و يوم واحد
السبت 27 أكتوبر-تشرين الأول 2018 05:51 م
 

بموجب دعوة من أحد وجهاء الجالية العربية واليمنية في نيويورك جمعنا مجلسه بإخوة من العرب المقيمين في تلك المدينة الهامة من المدن الأمريكية، في ذلك اللقاء جرت حوارات متعددة مع وجوه متعددة حول قضايا الأمة العربية والإسلامية.

لم يكن في حواراتنا مأساة جمال خاشقجي ومصيره الذي واجهه، لأن تلك الحوارات كانت قبل إغرائه ثم تصفيته في إسطنبول.

 (2)

شارك الحضور زميلان عزيزان من جامعة قطر، في حديث حول الخليج العربي والأعاصير السياسية والاقتصادية التي تعصف به، ابتزاز أمريكي لحكام الخليج العربي بدواعي الحماية من أي قوة خارجية أو داخلية تهدف إلى النيل من تلك الأنظمة.

تبذير أموال خليجية طائلة على (لوبيات) في أمريكا والغرب للنيل من بعضهم بعضا والمستفيد من هذا كله الشركات الأمريكية وإسرائيل وبعض المتاجرين بمواقفهم السياسية استنادا إلى ماضيهم في الإدارات الأمريكية السابقة، الربيع العربي ومالاته، تيارات الإسلام السياسة ونتائج أعمالها، الحرب اليمنية السعودية الإماراتية، السلطة الشرعية اليمنية المعتكفة في الرياض « راضية بذلك الاعتكاف أم أنه مفروض عليها، والحصار على دولة قطر، والحق أنها حوارات مفيدة ومجدية أتمنى استمرارها وتطوير فعالياتها لكي تعود بالنفع على وطننا العربي الكبير، خاصة أن ربط المهاجر العربي بالوطن يعتبر ضرورة قومية ملحة ووطنية صادقة .

 (3)

لاحظت ورفاقي أن الجالية العربية واليمنية على وجه التحديد متابعون شغوفون للجزيرة الفضائية الإخبارية والمباشر والناطقة باللغة الإنجليزية والوثائقية، في تلك الحوارات آنفة الذكر راح البعض يلقي باللائمة على الجزيرة بكل قنواتها قائلين إن هذه المحطة العملاقة مالت كل الميل لصالح الحوثيين في معارك اليمن بين التحالف والسلطة الشرعية من طرف والحوثيين من طرف آخر.

سأل أحد رفاقي هل يمكن أن تعطي أمثلة على ما تقولون في هذا الشأن؟ رد البعض بالقول إن الجزيرة تبرز أعمال الحوثيين، والخسائر التي يتعرضون لها، بهدف تشويه أعمال السلطة الشرعية وقوى التحالف وضرب مثلا بجنائز ضحايا الحافلة (الباص) التي كانت تنقل طلبة المدارس وتعرضت لغارة جوية من قوات التحالف وراح ضحيتها أكثر من أربعين طفلا وكذلك التركيز على أعمال قوى التحالف في الحديدة وتخومها لتشويه دورها.

تعقيب أحد رفاقي كان قوله: «الجزيرة محطة إخبارية تنقل الحدث أيا كان فاعله، وفي هذه الحالة فاعل الحدث قوات التحالف السعودية الإماراتية والضحية كان طلاب في صعدة، والجزيرة ووكالات الأنباء العالمية نقلت الحدث.

وبهذا فاعل الحدث ذكر اسمه (التحالف) والمفعول به طلاب في منطقة صعدة الحوثية، فما هو العيب في ذلك.

أمر آخر، الجزيرة تنقل أحداث تعز كلما تيسر لها ذلك وهناك تداخل في هذا الموضوع الإمارات ومليشياتها وقوات السلطة والتحالف وحزب الإصلاح وهناك تصنع الأحداث والجزيرة تنقل تلك الأحداث.

قيل إن الجزيرة تستضيف أنصار الحوثي وأتباعهم ولا تستضيف رجال السلطة الشرعية أو أيا من قادة التحالف، وكان الرد أن السلطة وكل أتباعها لا يستطيعون الظهور على شاشة الجزيرة لأن السلطة اليمنية قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر تضامنا وتأييدا لدول الحصار ضد قطر، وعلى ذلك فرجالها لن يسمح لهم من قبل قيادة التحالف والسلطة اليمنية بالمشاركة في أي برنامج إعلامي من قطر.

لكن والحق يقال إن ضيوف الجزيرة من اليمنيين الموالين للشرعية في الخارج هم معظم المشاركين في برامج الجزيرة عن الشأن اليمني.

والسؤال هنا، لو طلبت الجزيرة مقابلة عبد ربه منصور أو رئيس وزرائه في برنامج محدد هل يقبلان المشاركة، أجزم بأنهما لن يوافقا، الجزيرة تنقل أخبار دعاة الانفصال في الجنوب وما يفعلون، تنقل مسيرات ومعارك الحراك الجنوبي في اليمن التابع لحكومة أبو ظبي، فأين الانحياز للحوثيين في هذا السياق؟

 (4)

أثار البعض من الحاضرين أن قطر لا تمد اليمن بأي مساعدات أيا كان نوعها والحق أن هناك معلومات لديهم ناقصة.

قطر قدمت لميزانية وزارة الخارجية اليمنية عندما جفت مواردها مبلغ أربعين مليون دولار عام 2016 ودفعت كاملة، وتعهدت باستضافة بعض الدبلوماسيين اليمنيين لدورات تدريبية في المعهد الدبلوماسي وتتحمل الخارجية القطرية تكاليف إقامتهم ودراستهم طوال مدة تواجدهم في قطر، ولم يتم ذلك المشروع نظرا لقطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر.

كما أن قطر اشترت من شركة تركية مولدات كهرباء لمدينة عدن تنتج 80 ميغاوات كهرباء وسلمت للحكومة اليمنية وطلبت الحكومة الشرعية رفعها إلى 150 أو 200 ميغاوات ووافقت قطر ولكن ذلك لم يتم لقطع العلاقات مع قطر.

في المجال الإنساني قدمت قطر مساعدات إغاثة وتبرعات مختلفة في مجال خطط الاستجابة الإنسانية وعقد مؤتمر الدوحة لإغاثة اليمن ولكن تصرف حكومة عبد ربه منصور هادي آثر قطع العلاقات مع قطر.

في الجانب الآخر قدمت جمعية قطر الخيرية رغم القطيعة مع حكومة اليمن مساعدات للطلبة اليمنيين والأسر الذين تقطعت بهم الأسباب في السودان بلغ عدد المستفيدين من تلك المساعدات 3500 شخص خلال العام الحالي 2018م.

إن دعم الطلبة اليمنيين في السودان اتسع ليشمل دفع الرسوم الدراسية وضمان عدم انقطاعها حتى يكمل الطالب دراسته (الشرق 2/10).

تأسس في دولة قطر «مؤسسة صلتك» تعنى بهموم الدول العربية الفقيرة ومنها اليمن ودول أخرى من العالم الثالث.

إنها تعمل في اليمن من خلال (صندوق الأمل) وهو عبارة عن صندوق منح مالية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي وهذا المشروع يقوم بتمويل أكثر من 5000 مشروع شبابي في اليمن راجع ( www.silatech.org) بكلمة واحدة دولة قطر لم تتخل عن اليمن رغم قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر مرضاة «لثنائي الحصار» على قطر .

? آخر القول

قطر ليست منحازة لأي طرف من أطراف النزاع اليمني ــ اليمني، إنها مع اليمن كله بأحزابه ومؤسساته، إنها مع وحدة اليمن ومع الشرعية لاسترداد سلطتها، ليس لها أحزاب أو مليشيات في اليمن وليست منافسة «لثنائي التحالف «الرياض وأبو ظبي هناك . اللهم اشهد.

  

*بوابة الشرق القطرية