فساد ودم وأشلاء
بقلم/ سعيد ثابت سعيد
نشر منذ: 5 سنوات و شهر و 25 يوماً
الإثنين 30 سبتمبر-أيلول 2019 05:45 م
  • • محرقة وادي آل جبارة في محافظة صعدة ذهب ضحيتها المئات من الأفراد ووقع أكثر من 1500 جندياً متطوعاً في الأسر، وآخرون في عداد المفقودين بعد حصار استمر ثلاثة أيام تقطعت بهم كل السبل، جراء كمين محكم نصبه الحوثيون دون أن يصدر أي بيان أو بلاغ أو تصريح من الحكومة أو من قيادة الجيش أو من قيادة اللواء الذي ينتسب إليه الضحايا يوضح حقيقة ماجرى، أو حتى يواسي أسر الشهداء والجرحى والمأسورين!!
  • • تبدأ الكارثة عندما زج السعوديون عشوائياً بواسطة رجلهم رداد عبده محمد مزارق الهاشمي (أبوأسامة) بمئات الأفراد إلى جحيم المعركة دون أي تخطيط لسيرها أو تأمين لجنودها.. رغم تحذير قيادات في الجيش والدولة من المغامرة بالدخول والتوغل في واد مكشوف يحيط به جبال تقع تحت سيطرة الخصم واعتبار فعل ذلك انتحارا..
  • • رداد الهاشمي قائد ما يسمى بألوية "الفتح والوحدة" واللواء 84 مشاة وهي ألوية لا تتبع (عملياتيا) قيادة وزارة الدفاع وترتبط مباشرة باللجنة الخاصة..
  • • رداد هذا من مواليد عزلة الواسطة مديرية الخبت محافظة المحويت، ولم يشاهد يوما وهو مرتديا الزي العسكري (الميري)، فهو يلبس دائما (الزنة) أو (الدشداشة)!!
  • • وصفه يحيى الحجوري بالحافظ للقرآن والخطيب ووضعه في "الطبقة الثانية في التيار، واعتبره من الأثبات ممن له القدرة على الكتابة أو الخطابة أو التدريس بينما وضع هاني بن بريك في الطبقة الأولى من تياره (الحجوري المدخلي).
  • • بعد المذبحة الدامية والهزيمة النكراء لم تجر أي تقييم نقدي لما أسفرت عنه المعركة، كما لم نشهد أي محاسبة عسكرية للقائد وأركانه، بل ساد صمت رهيب، ولولا أن الحوثيين أعلنوا بعد مرور شهر من المعركة عنها بالصوت والصورة لما كان أحد يسأل عن الدماء التي سفكت، وعن مصير مئات الأفراد الذين وقعوا أسرى أو مفقودين..
  • • ليس لهذه العملية الانتحارية من تفسير إلا أنها كانت مقصودة لتصفية الأفراد وتدمير عدد من العتاد والذخيرة للتغطية على فساد مالي كبير يقف خلفه ضباط كبار في التحالف..
  • • صرخ حمود المخلافي بعد تسرب الأخبار عن المحرقة، داعيا أبناء إقليم الجند المجندين في المناطق الحدودية من السعودية إلى العودة إلى مناطقهم.
  • • من سخريات هذا الزمن البائس أنه في الوقت الذي يتعرض الأفراد الأسرى والذين استسلموا لقصف جوي في وادي آل جبارة بصعدة كان طيران دولة الإمارات السبع وبموافقة سعودية تقصف قوات الجيش الوطني وتقتل منهم المئات في مداخل عدن وأبين!
  • • إن ما يحدث هو ترسيم حدود جديدة داخل الوطن الواحد بالدم والأشلاء!

الرحمة للشهداء.. والشفاء للجرحى.. والحرية للأسرى..