ازدواجية الموقف الأمريكي .. أمام صحوة الشعوب العربية
بقلم/ علي السيد
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 24 يوماً
الأحد 29 مايو 2011 05:11 م

تراكمات من الأخطاء والعمالة انتهجها حكام العرب في إدارة شئون بلدانهم .. كيف لا وهم من تلطخت أياديهم بدماء الأبرياء والمظلومين من أبناء جلدتهم .. فهم بالأحق جلاوزة وجلادين قهروا شعوبهم واستذلوهم واستخدموا سياسة القمع والتسلط ..

هكذا تدور الايام وتسقط التيجان .. وهكذا تحل الظلمات محل النور .. وهكذا تنتشر سحب الموت على وجه الحياة .. فيسود أراذل القوم ليمتهنوا الأعزاء منهم .. ومن ثم تدور الدائرة وينجلي الظلم وأزلامه وتكون النهاية وخيمة جدا ..

كما نتابع في هذه الأيام الأحداث الراهنة والمستجدة التي طرأت على الساحة العربية والإسلامية .. من تغيرات وصحوة لم يسبق لها مثيل في الشعوب العربية المسلمة .. فأول انطلاقه لشرارة هذه الصحوة من الشعب التونسي المسلم .. لتطيح بعد ذلك بزعيم ذلك البلد \"بن علي \" وتصبح التجربة التونسية مثالا وقدوة تحذو ــ حذوها الشعوب العربية الأخرى .. في استلهام العبر والدروس من هذه التجربة الناجحة والمثالية .. من حيث الأداء والتحرك والسيناريو الذي تحرك به الشعب التونسي ..

فالازدواجية للموقف التي تلهث وراءه أمريكا وربيبتها إسرائيل في المنطقة ..اصبح واضحاً من حيث الاستغلال الواضح لصحوت الشعوب العربية والاسلامية ..وبالتالي تتحرك امريكا وتتناغم مع الاوضاع والاحداث الراهنة في المنطقة ككل .. فامريكا في بداية اي ثورة في اي بلد تحاول ان تدعم الانظمة لقمع شعبهم فأن نجحوا في ذلك ايدتهم في الرأي والموقف.. وان اخفقوا في كبح الثورات والصحوة الاسلامية سرعان ما يتحول موقفها المضاد الى خيار الشعوب وأنها مع مطالبهم وكذلك تحترم ارادتهم في التغيير .. وفي نفس الوقت تركب موجة التغيير وتقدم نفسها المنقذ للشعوب من جبروت وظلم الانظمة العربية التي سعت امريكا ودول التحالف الاطلسي في بناء هذه الانظمة وتأسيس اركانها ..

ثمة مفارقة عجيبة في تنوع الموقف الامريكي تجاه صحوة الشعوب وارادتها الصلبة في الانتفاضة والتغيير .. حيث ان الشعوب الاسلامية تحركت وانتفضت في كلا من \"تونس ومصر واليمن والبحرين وليبيا \" فتونس ومصر نجحت الثورة والتغيير في غضون ايام معدودة كما تفاجأ الامريكيون بهذه الثورات ولم يستطيعوا ان يتحركوا وينشطوا لكبحها وتحويل مسارها الصحيح .. في نفس الوقت لم يجدوا خيار الا ان يركبوا موجة التغيير ويثبتوا موقفهم مع شعبي تونس ومصر .. ليكن بعد ذلك التفاف على الثورة ومبادئها وسلميتها ونموذجها الرائع الذي احتذى ــ حذوة بقية الشعوب الاخرى .. فشكلت هذه الثورات خطراً كبيراً وانعكست الامور سلباً على المشروع \"الصهيو امريكي\" في المنطقة ..

بعد نجاح الثورة في تونس ومصر تحرك الشعب الليبي والشعب اليمني في آن واحد وخرجوا الى الشوارع وهتفوا بنفس الهتافات والاداء الذي قدمة شعبي تونس ومصر .. ومن ثم برزت المعارضة في كلى البلدين واعلنت انضمامها الى الثورة وكذلك قيادات عسكرية بارزة .. هنا بدأ التحرك الامريكي المعلن والخفي في وقت واحد امام صحوة وانتفاضة شعبي ليبيا واليمن .. وبالتالي تحركت عناصر الاستخبارات الامريكية في هذا البلدين في محاولات بائسة لعرقلة الثورة وكبحها وافشالها ومن هذه الحيثيات والمخططات الاطاله في عمر الثورة .. ليصيب بعد ذلك الثوار والمنتفضين الملل والتعب والقبول بأي مفاوضات او حوار مع انظمتهم .. لعل وعسى ان يحافظوا على عملائهم .. وفي نفس الوقت اقحامهم في خيارات صعبه وتحويل الثورة من سلمية الى صراع مسلح وهذا ما عملوه في ليبيا وبدأو به الآن في اليمن ..

في الجانب الاخر تباين في الموقف الامريكي تجاة صحوة الشعب البحريني .. حيث تعامل معها النظام العميل لامريكا بكل عنفوان وكبح للثورة .. والاكثر من ذلك ان الموقف الامريكي كان مع النظام فيما ينتهجهُ من عنف وقمع وتسلط وقتل للمواطنين البحرينين .. حتى القنوات الفضائية لها توجه غريب جدا ، تجاه كل صحوة شعب عربي .. وتتناغم في الاداء الذي يخدم التوجة الامريكي لقمع اوتشوية الثورات العربية الاسلامية ..