قطاع الإرشاد يدشن برنامج دبلوم البناء الفكري للخطباء والدعاة في حضرموت مكتب المبعوث الأممي يلتقي بمؤتمر مأرب الجامع ويؤكد حرص الأمم المتحدة الاستماع إلى الأطراف الفاعلة مجلس القيادة يجتمع ويناقش عدة ملفات في مقدمتها سعر العملة والتصعيد الحوثي بالجبهات بترومسيلة بحضرموت تعلن نجاح تشغيل وحدة تكرير المازوت بمناسبة اليوم العالمي للجودة...جامعة إقليم سبأ تدشن فعاليات أسبوع الجودة اعتذار رسمي في ايطاليا بسبب القدس من هو ''أبو علي حيدر'' العقل الأمني لحزب الله الذي فشلت اسرائيل في اغتياله؟ رصد طائرات مسيرة ''مجهولة'' تحلق فوق 3 قواعد تستخدمها أميركا في بريطانيا صحيفة أميركية تتوقع أن يوجه ترمب ضربات تستهدف قادة الحوثيين وتُعيد الجماعة إلى قائمة الإرهاب مستجدات حادثة العثور على حاخام يهودي ''مقتولاً'' في الإمارات
"الشعب يريد.." جملة ترددت كثيرا في الفترة الماضية بأصوات مختلفة بين ما هو سياسي وما هو فئوي وما هو ديني، لكن خفت صوتها كمطلب اجتماعي يطالب بأسرة مستقرة سواء أسرة كبيرة هي مصر أو أسرة صغيرة ( أب وأم وأبناء) .. وقد أشار علماء الاجتماع والاقتصاد أن مصر ربما تمر بمراحل اقتصادية صعبة مما يؤدي إلى ندرة بعض السلع وارتفاع البعض الآخر، ولمواجهة مثل هذه الأزمات على الأسرة المصرية أن تعود إلى سابق عهدها، وهو ما كنا نتعلمه ونحن صغار، من ضرورة الادخار وعدم الإسراف حتى لو كنا أغنياء. وليس من الضروري أن يكون الادخار هو الاحتفاظ بفائض الدخل.. فقد لا يكون هناك فائض لكن اقتطاع جزء من الدخل والاستغناء عنه والاحتفاظ به لظروف طارئة أمر مهم في حياة كل الأسر الآن وقبل أي وقت.
ادخار=أسرة سعيدة
في البداية تقول، رحاب مدني – متزوجة وأم لطفلة: بعد الثورة شعرت أن الاسراف في شراء الأشياء الكمالية لا يضر بأسرتي فقط لكنه يضر ببلادنا أيضا لأنه يعمل على ارتفاع الأسعار بسبب الإقبال على الشراء.
وعن تأثير هذا على علاقاتها الأسرية تقول: بهذا التدبير والادخار لا يشعر زوجي بحرج من راتبه، ولا أضطره لأكثر من عمل أو دخوله في دائرة الرشوة او التجارة في شيء يضره، إضافة إلى أن هذا يوفر لنا مبلغا، وإن كان صغيرا، لكي نخصصه في رحلة صغيرة كل شهر تعيد لحياتنا حيويتها ونعود منها بنفس هادئة مما يؤثر على باقي الشهر بالإيجاب.
أما ندى السيد – أم لأربعة أطفال- فتقول : "الست اللي عاوزة بيتها ينجح لازم تعيش بأقل من دخلها ولا تنظر لمن فوقها"، ورغم دخل زوجي المتوسط أعلم أولادي وخاصة البنات هذه الأمور، وأؤكد لهم أن السعادة "بتيجي" لما رجل البيت "ميكونش" مضغوط وكأنه مربوط في ساقية عشان يقدر يكفي الطلبات الكثيرة.
وتستطرد: " أقدر ست البيت التي لاتذهب الى السوق كثيرا، وتقوم بعمل ما يلزمها في البيت مثل: الحلويات والآيس كريم والزبادي لأنها توفر أكثر من شراء الجاهز".
وتكمل:" والادخار لايقتصر على الأكل فقط لكن في شراء الملابس أيضا وحتى "جو" البيت لابد أن يكون الادخار موجودا، فلا داعي لإضاءة الأنوار كلها وتشغيل التليفزيون مع الكمبيوتر في وقت واحد".
الزوجة هي المسئولة
ومن الجانب الذكوري يقول وليد عبد العظيم – مهندس وأب لثلاثة أبناء: "أظن أن الادخار وظيفة الزوجة في الدرجة الأولى لأنها هي القادرة على "التمييز" بين الأساسي والثانوي، كما أنها احتكت بأمها فترة طويلة وتعلمت منها كيف تدير البيت".
وينصح أن تأخذ كل زوجة دورات في الادخار وتدبير أمور البيت وخاصة في ظل الظروف التي تمر بها مصر حاليا لأنه عامل أساسي في استقرار الأسرة مؤكدا أنه يكون سعيدا في بداية الشهر ويشعر بالضيق عند نفاذ راتبه.
ورغم أن دخله مرتفع إلا أنه لا يرى ارتباطا بين الغنى والادخار الذي يعتبره قيمة قبل أن يكون وسيلة للتوفير.
ويقول الحاج محمد السحيمي – موظف بالمعاش: "المهم أن تستفيد الأسرة من هذا الادخار، ولا يكون هدفها التوفير فقط، لأن البعض يوفر طول الشهر ويضيق على نفسه وبيته ثم يأتي آخر الشهر لينفق كل ما ادخره مرة واحدة، وهنا يكون الادخار مجرد عذاب وحرمان، لكن على الاسرة أن تضع هذه القيمة في مشروع يفيدهم مستقبلا.
وسائل للتوفير
وعن آليات الادخار تعرض أ.عواطف عبده – رئيس تحرير موقع "لهن" – بعضا منها مطالبة كل أسرة بالاستغناء عن أشياء كثيرة أو علي الأقل التخفيف من استعمالها:
1- عدم ترك المكيفات والمراوح والشاحن تعمل دون داع، وتوفير طاقة الكمبيوتر وفصل الكهرباء عنه في حالة عدم استخدامه، وعدم فتح أبواب الثلاجة والديب فريزر باستمرار لترشيد الكهرباء، مع توفير طاقة الغسالة الكهربائية وغسالة الأطباق واستخدام الماء البارد لتوفير الطاقة المهدرة في عملية التسخين.
2- استبدال اللمبات العادية بالموفرة، والاستغناء عن النجف الكبير أو عدم استعماله إلا للضرورة مع إطفاء أنوار الغرف التي لا يوجد بها أحد .
3- التوفير من ميزانية المياه بإصلاح الحنفيات واستعمال المياه علي قدر الحاجة لعدم إهدارها، وكذلك الغاز بإغلاق مياه السخان عند عدم الحاجة إليه والحد من استهلاك البوتاجاز، وضرورة عمل صيانة دورية لكافة الأجهزة لعدم إهدار الطاقة.
4- شراء الاحتياجات فقط من الطعام وتكييسها وتخزينها واستعمالها أولاً بأول حسب الحاجة منعا من إهدار الكميات الفائضة، فمثلا الخبز يمكن تجميده بالفريزر واستعمال ما تحتاجه الأسرة يوميا فقط، كذلك الخضروات واللحوم يتم تقسيمها حسب الحاجة.
5- الاستغناء عن التورتة والدوناتس والحلويات الجاهزة وتجهيز بدائل منزلية لأنها أسهل وأرخص وأوفر.
6- الإقلال من العزائم والولائم الفاخرة والمبالغ فيها واستبدالها بحفلات شاي بسيطة تتلاءم مع ميزانية الأسرة.
7- الاستغناء عن المشروبات الغازية والعصائر الجاهزة والزبادي وعمل مرطبات طبيعية بدلا منها كالخروب والعناب والليمون والعرقسوس، وتصنيع الزبادي منزلياً مع إضافة الفاكهة أو العصير ليضاهي الجاهز.
8- الإقلال من الخروج أسبوعياً أو علي فترات دورية لتناول الطعام في أحد المطاعم وإعداد الطعام منزلياً لتناوله في النادي وليكن طعام التيك أواي الذي يحبه الأطفال.
9- إذا كانت الأسرة علي سفر فلا داع للإسراف في استخدام السيارة إلا للضرورة ولو توافرت وسيلة نقل آمنة كالقطارات فهي أفضل وأسهل.
10- الاكتفاء في استخدام الموبايلات على المكالمات الضرورية فقط لأن الموبايل يبتلع جزءا كبيرا من ميزانية الأسرة .
11- أخيراً أن تعزز الأم قيمة ومعني الادخار لدي طفلها، فتنصحه بادخار جزء من مصروفه مع وعد بمكافأته ليعرف قيمة المال منذ الصغر فلا يسرف في استخدامه باستهتار.
من أجل حياة سعيدة
وتضيف فاطمة عبد الرءوف – خبيرة الشئون الأسرية والعلاقات الاجتماعية: المشكلة أن الحاجات الزائفة تبدو ملحة وحقيقية نتيجة الدعاية المكثفة والتقليد الأعمى، وبالتالي تشعر الأسرة بالاختناق من كثرة الضغوط التي تقع عليها لذلك لابد من التفكير الجيد في الحاجة الحقيقية والكمية المطلوبة وتسجيل ذلك وعدم شراء أي سلعة أخرى لم تتضمن في القائمة،
مع شراء مستلزمات المنزل بالجملة في أول الشهر والاستفادة من العروض التي تقدمها المعارض الكبرى، ومقاطعة المنتجات التي ارتفع سعرها بشكل حاد والإقبال على بدائلها والاهتمام بهذه البدائل كالاهتمام بالبروتين النباتي واستحداث طرق طهي مختلفة له.
في حين يقول يوسف إسماعيل – خبير العلاقات الزوجية- إن حسنَ تدبير المرأة لبيتها وإدارتَها الجيدة لإمكاناتِها المتاحة لديها، مهما كانت قليلة، لها شأنٌ عظيم في ارتقاءِ شأنِ الأسرة وسعادةِ الرجل واستقرارِ البيت، فضلاً عن تأثيرها في مستقبل الأطفال وشعورهم بالاطمئنانِ النفسيّ والاجتماعي.
وعن ضرورة الادخار والتدبير الآن يضيف: في ظل هذه الظروف التي تمر بها بلادنا يصبح الادخار واجبا وطنيا بل ودينيا، لتحقيق الاكتفاء الذاتي على قدر الاستطاعة، وضغط الإنفاق حتى لا تضطر البلاد للتنازل عن كرامتها أو الرضوخ لضغوط تحرمها من استقلال إرادتها واختيار مصيرها.
أما السير خلف تحقيق الرغبات الاستهلاكية دون وعي وبصيرة سيؤدي حتما إلى أزمات اقتصادية عارمة لن تستطيع البلاد الوقوف أمامها.