أعمال الحوثي تكفُر بشعاراته
بقلم/ علي العقيلي
نشر منذ: 12 سنة و 3 أشهر
الثلاثاء 21 أغسطس-آب 2012 06:24 م

يمارس الحوثي وجماعته أبشع جرائم القتل والتنكيل بأبناء اليمن في شمال البلاد منذ ما يقارب ثمانية أعوام.

 ويخوض عمليات قتل وتصفية ضد كل من يخالفه النهج أوسع من عمليات تنظيم القاعدة ضد الجيش اليمني التي يعلن مسؤوليته عنها ويتبانها، ولكن الحوثي يمارسها في ظروف تمت التهيئة لها مسبقاً لكي لا تبرز على الساحة الإعلامية، وكل من يحاول أن يغطي تلك العمليات يتعرض للتصفية الجسدية أو الإختطاف.

تأتي هذه العمليات الإجرامية في إطار الحملة المليونية لتوسيع رقعة المملكة الحوثية، ذات الشعارات البراقة واللافتات المغرية، التي تتناقض مع الواقع الحقيقي للعمل الحوثي في اليمن.

من خلال الإعلام الحوثي المرئي والمسموع والمقروء، يعترينا شعور بأن الحوثي يؤمن إيماناً راسخاً ويقينا جازماً بأن هذا هو الحق المبين، والصراط القويم الذي ينشده كل مسلم يبحث عن الحقيقة، وكل من أدّعى به، إستطاع كسب قلوب وألباب المسلمين.

ومن خلال تستر وتكتم الحوثي وإنكاره الأعمال الإجرامية القبيحة التي يمارسها ضد كل من يخالفه النهج، أو يقف حجر عثرة في طريق توسيع نفوذه، تؤمن إيماناً جازماً بأن الحوثي يكفر كل الكفر بأعماله هذه، ويرى بأنها باطلة لا تقر بها شريعة، ولا يقبل بها إنسان، لذا يتكتم عليها وينكرها حتى لا تنفّر الناس منه!! ولكن لماذا يمارسها وهو لا يؤمن بها، ويؤمن ببطلانها؟!

وإذا كانت جزء من عقيدته وواجب شرعي القيام بها ولن ينال التقوى إلا بتحقيقها فليجهر بها وليدعوا الناس إليها...!! ويترك الشعارات السخيفة والزائفة التي لا تمت لها بصلة، والتي ليست من عقيدته في شيء؟!

هذا الحوثي... وهذه حقيقته... يرفع الحق وهو يعلم أنه الحق، ولكن لا يعمل به، ويفعل المنكر ويخفيه في نفسه، وهو يعلم أنه المنكر، ولا يبتعد عنه.

وهكذا يتعامل الحوثي في تنفيذ مشروعه الإجرامي، بمواصفات ملائمة لكل المناخات السياسية والمذهبية في اليمن!!.

متعدد الشرائح والأوجه، قابل للحوار والقتال معاً في آن واحد!!. مما جعل الرئيس والحكومة يأملان الجلوس معه على طاولة الحوار!!.

ولكن كيف سيمضي الحوار مع طائفة تتزعمها عائلة مستبدة متخلفة... تدعوا إلى تقبيل الركب في صعدة..!! وفي صنعاء تدعوا إلى الثورة والحرية ؟!!

وكيف سيمضي الحوار مع عصابة إجرامية متمردة، خارجة عن النظام والقانون، في الواقع تخوض حرب إبادة ضد المواطن اليمني، وفي الإعلام تزعم بأنها حركة جهادية ضد أمريكا وإسرائيل ؟!!

بل وكيف سيمضي الحوار والحوثي شاهر سلاحه في وجه الدولة، وخارج عن سيطرتها، ويمارس سيادة الدولة في المناطق التي استحوذ عليها؟!.

قبل كل شيء يجب أن تتوقف جرائم الحوثي من قتل وإبادة، ومن تصفية ومداهمات وإعتقالات لأشخاص معينين وأسر بعينها.

وقبل كل شيء يجب كشف ورصد جرائم الحوثي وإنتهاكاته لحقوق الإنسان، وتقديمها للقضاء، وكشفها لوسائل الإعلام، حيث ولم تحظى بتغطيات إعلامية من قبل، ولم يظهر منها سوى اليسير وما خفي كان أعظم.