عولمة الإرهاب
بقلم/ علي السورقي
نشر منذ: 12 سنة و 3 أسابيع و يومين
السبت 03 نوفمبر-تشرين الثاني 2012 08:20 م

الإرهاب ظاهره اجتماعي شاذة غير حضاريه تحمل طابع العدوانية وتتسم بالدموية والإرهاب لُغة واصطلاح هو : الاعتداء على الأخر اياً كان فرد أو جماعه شعب أو أمه ويمكن لأي فرد عاقل كُرم عن سائر المخلوقات والكائنات أن يستنتج هذا التعريف ببساطه مهما كان مستواه الاجتماعي والثقافي ومهما تصحر نهجه الفكري وتعثر فهمه الإنساني بل مهما تأمرك انتمائه الوطني والقومي والسياسي باستثناء الإدارة الصهيوأمريكيه التي وقفت في حيرة متشيطنه خلف المستحيل لاستنتاج هذا التعريف البسيط ومن خلفها ذيلياً الأنظمة العربية التائهة في الدرك الأسود من الغباء والتأمرك والتصهين المتجاهلة بقصد مذل سياسة الإدارة الأمريكية الرامية إلى شيطنة العالم وتحقيق مبدأ صهينة الأنظمة وأمركة الثقافة وعولمة الإرهاب

ومع احترامي للشعب الأمريكي كأرض وإنسان شعب ومجتمع مدني عانى من الاضطهاد والإرهاب الاستعماري والصهيوني في مراحل النضال من اجل الحرية ونيل الاستقلال إلا ان إدارته المتصهينة الحاقدة على البشرية والحضارة الإنسانية وبالتحديد الإدارة البوشيه بمراحله المتعاقبة وما تلاها من تجسيد ذات السياسة والنهج والتوجه وإن اختلفت المسميات أصبحت تمثل الوكر الحقيقي للإرهاب السياسي والفكري وتعتنق شريعة دمويه .. بل إن هذه الإدارة وما تعاقبها هي بالفعل الممول الرئيسي لخلايا الإرهاب العالمي

حقاً أقول ان الإرهاب بكل أشكاله المختلفة ومصادره المختلفة والمتنوعة ثقافة دموية متقزمة لا تنتمي للفطرة الآدمية وسلوك شاذ لا حضاري ينم عن الهمجية ويدل على الانحطاط الإنساني وهذه الصفات القبيحة أصبحت بحق ثقافة عدوانيه ملازمة لمراحل تكوين الإدارة البوشوصهيونيه وإفرازاتها السياسية ومعبره عن فلسفة توجهاتها الحيوانية وايدولوجياتها المتعفنة لتمرير مخططاتها العدوانية ومشاريعها الاستعمارية اللقطاء معتمدة في ذلك على ثقافة القتل وصناعة الموت وتصدير الفتنه والإرهاب بعد أن فشلت في نشر ثقافة الترويض والتأمرك عبر وسائلها وأجندة أدواتها المنحطة هيوليود - كنتاكي - مايكل جاكسون - التأمركيين من عرب الجنسية أنظمة التبعية

ومنذُ انهيار الاتحاد السوفيتي السابق وانتهى الحرب الباردة جنت هذه الإدارة ما زرعت يداها القاصرة من المؤمرات ولاعتداءات على الآخرين من خلال تدريب وتمويل وتسليح الجماعات المناهضة للامتداد الفكري في دول العالم المتحرر وتقديم الدعم المادي والمعنوي والوجستي مستغلة في ذلك تبعية الأنظمة العربية وجهل أو تجاهل تلك الجماعات الجهادية منها والمتأسلمة غير مدركة بأنها تقوم بخدمة السياسة الأمريكية على حساب القضايا العربية المصيرية والإخلال بالتوازن السياسي والتكنولوجي القطبي بهدف التفرد بالقرار الدولي والسيطرة على منظماته وتوجيه مسار السياسة العالمية إلى منحدر الأحادية.. إلا أن الإدارة الصهيوأمريكية أكثر غباء واقل إدراك من عملائها فحين تحقق لها الهدف من تمزيق جسد الدب الروسي عمدت إلى التخلص من أدواتها البشرية وهنا انقلب السحر على الساحر فكانت ردة الفعل قوية ومخطط لها من قبل الصهيونية العالمية وما أحداث الـ -11 من سبتمبر إلا ذريعة وشماعة وهمية استغلتها الإدارة الأمريكية بالتبعية والعاطفة لتحقيق أجندتها في ممارسة الغطرسة والهيمنة على العالم ومن يظن او يعتقد غير ذلك او يؤمن بدمغلاطية الأباتشي وحرية الهمر فإنما أصم الوعي كفيف الفكر متبلد الحس إن لم يكن مصاب بمرض فقدان المناعة الآدمية ومن هذا المنطلق الخبيث عمدت الإدارة الأمريكية إلى استيراد التعاطف وإنتاج الفتن والصراعات وتصدير الإرهاب بقوالب سياسية دموية مغلفة بكرتونية { الديمغلاطيه} وملفوفة بعباءة الحرية وثوب الدكتاتورية مجسدة في ذلك مقولة الحكيم العربي المصري شمشون عليـَى وعلى أصحابي كي أتخلص من أعدائي 

وإذا كان الحكيم شمشون قد خانته زوجته الماكرة فان الإدارة الأمريكية المتصهينة خانتها الذاكرة متجاهلة إرادة الشعوب الحية المعصومة بالإرادة الإلهية القاهرة مهما خانتها الأنظمة المتأمرة وهنا يمكن القول ان الإدارة الأمريكية الفاسدة عندما شعرت بأن الدائرة ستدور عليها وعلى لقيطتها البلفورية استبدلت أدواتها القديمة المعاصرة المتمثلة بتدمير اقتصاديات الدول عبر أجهزتها المخابراتية {البنتاجون} والمالية صندوق النقد والبنك الدوليين إلى إحتضان ما يسمى بالمعارضة السياسية من المتردية والنطيحة وفاقدي الولادة الشرعية والهوية الوطنية والقومية والانتماء الشرعي للأمة وبفشل هذه المحاولة ايضاً لجاءت إلى الفعل المباشر واستخدام القوه العسكرية في احتلال الشعوب وتدمير الأوطان وحضاراتها الإنسانية الراقية وتلوث البيئة والحياة البشرية والشاهد على ذلك غزوها للشعب الأفغاني كمقدمة لتحقيق الهدف الرئيسي في إحتلال شعبنا العربي الأبي في قطر العراق وإسقاط نظامه السياسي والفكري وإغتيال قيادته الوطنية وإيقاف مشروعة الوحدوي الحضاري بالتعاون مع الآيات الشيطانية في قم المجوسية وبلفوريتها المدللة وبالتالي القضاء على القضية المركزية المصيرية للأمة في شعبنا العربي الفلسطيني وما معتقل غوانتانامو وسجن أبو غربي والطائرات بدون طيار وتبني الجماعات الإرهابية ذات الشعارات الوهمية التي تخدم مصالحها في تجسيد الفوضى الخلاقة إلا صور مصغرة للسياسة الإرهابية للإدارة الأمريكية وتعبيراً جلي لوجهها القبيح والمتعفن إذ يمكن القول بمصداقية وموضوعية أن الإدارة الأمريكية المتهيمنة هي عدوة نفسها وشعبها والبشرية .. وعليه يحق لكل شرفاء وأحرار الإنسانية وعشاق الكرامة والحرية ان يحقدوا عليها ولقيطتها البلفوريه فالاثنتان معاً وجه لجريمة واحدة وثالثهما الشيطان والأنظمة العربية الخانعة كما يجب على الشعب الأمريكي أن يعلم أننا نحن العرب والمسلمين شركاءه في الحياة والإنسانية بل يتحتم عليه ان يعرف حقيقة إدارته السياسية المجبولة على العدوان وإثارة الفتن وتهديد الأمن والاستقرار والسلم العالمي.