الحكومة اليمنية تتطلع إلى شراكات استثمارية وتنموية مع الصين حضرموت.. وزير الدفاع يشدد على مسئولية المنطقة الثانية في تأمين السواحل ومكافحة التهريب أوتشا باليمن: نحو 10 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية #لا_لتطييف_التعليم.. حملة على مواقع التواصل الإجتماعي تكشف عبث الحوثي بالمناهج وقطاع التعليم حماس توافق على تشكيل لجنة لإدارة غزة بشرط واحد عيدروس الزبيدي يستبعد تحقيق سلام في المنطقة بسبب الحوثيين ويلتقي مسئولين من روسيا وأسبانيا النقد الدولي: قناة السويس تفقد 70% من الإيرادات بسبب هجمات الحوثيين أول رد لتركيا بعد هجوم حوثي استهدف احدى سفنها 49 فيتو أمريكي في مجلس الأمن ضد قرارات تخص الاحتلال مصادر تكشف عن قوات عسكرية في طريقها إلى اليمن
مأرب برس ـ فلسطين ـ خاص
أطلق الملك عبدالله الثاني قبل عدة أيام عرضا لإقامة المملكة الهاشمية الفلسطينية كحل للقضية الفلسطينية ، وجاءت هذه الدعوة في ذروة الأزمة الفلسطينية الداخلية التي كانت تعيش بها غزة جراء الاقتتال الداخلي ، ولم تحظ هذه الدعوة باهتمام إعلامي وسياسي ، بل تم تجاوزها بسرعة البرق حتى لم تخضع لتحليل سياسي من أحد بما يتوافق وأهميتها ، ويسلط الضوء على أهداف وغايات هذه الدعوة ، وما تحمله من خفايا وأسرار في الغاية والتوقيت . وطوت صفحتها بين العديد من المطويات التي ستتضح أهميتها وخطورتها قادما ، وسيدرك الفلسطيني مآرب هذه الدعوة في المستقبل القريب.
وفي ظل الغرق ما بين أحداث غزة ولبنان أغلقت
جميع الصفحات الجانبية ، وتم التركيز على الصفحة الطافية على السطح المتمثلة بغزة ولبنان ، اللتان تشهدان أعنف الضربات ضد المواطن الفلسطيني وقضيته . فالتصعيد الصهيوني المتواصل على مدار الساعة وبعنف متميز عن العنف السابق ، والضربات التي توجه للاجئين في مخيم البداوي بشكل جنوني من قبل الجيش اللبناني في ظل صمت كل الأطراف ، وتلميح الرئيس اللبناني لقضية التوطين ، وتزامن هبوط الطائرات المحملة بالأسلحة في مطار بيروت . كل ذلك يؤشر أن هناك مخطط مترابط متكامل سياسياً ، وعسكرياً يحتاج لربط خيوطه في نسيج واحد لتتضح الرؤية ، وتنقشع السحابات السوداء التي حجبت عنا هلال السياسة .
نعود مرة أخري للخلف وخاصة لقبل أسبوعين عندما اشتعلت نيران الفتنة والقتل في غزة ، والتي تميزت هذه الجولة بضرباتها المؤثرة والقاسية التي لم تستطع لجمها القيادات السياسية والوفد المصري ، سوى عندما بدأت الطائرات الصهيونية تمطر غزة بحمم الموت نهارا وليلا بلا هوادة ، وتأخر عودة الرئيس أبو مازن إلي غزة ، وتوالي الضربات على مخيم البارد، وسط هذا المعمان ولخبطة الأوراق طرحت فكرة كيان مستقل في غزة تحكمه حماس ، وهو ما تم أيضا القفز عنه كما تم القفز عن المملكة الهاشمية الفلسطينية ، رغم أن الفاصل الزمني بينهما يؤكد أن هناك ترابط وتناسق بما يوحي باتفاق مسبق خلف الكواليس ، ربما ستكتمل حلقاته في جولة المفاوضات الفردية في جمهورية مصر العربية مع وزير المخابرات المصرية وهو للصف القيادي الأول من قادة الأحزاب الفلسطينية .
جملة من الأحداث المتلاحقة التي تتوالي وتتطلب منا صياغة عقلانية متأنية ، وفق رؤية سياسية تحليلية يستطلع من خلالها الهلال السياسي المختفي خلف سحب العسكر المتنافس في غزة ولبنان.
وهنا اسأل نفسي سؤال هل هناك مشروع للمملكة الهاشمية الفلسطينية ؟!
لكي يتم الإجابة بواقعية بعيدا عن الخيال والإسهاب في التخيل لا بد من ربط الأحداث والتصريحات بحلقة متشابكة . خاصة في ظل الحالة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني من إحباط ويأس تسلل له من الحصار الاقتصادي الخانق المفروض عليه ، والأحداث الداخلية التي توترت بين الحزبين الكبيرين وحالة الاختناق التي يشعر بها أبناء شعبنا جراء هذا الاقتتال ، وما يعانيه شعبنا من قتل وتشريد في العراق ولبنان ، كل هذا لم يأت عفويا واعتباطا بل جراء مخطط ممنهج هدفه أن يصل بشعبنا لحالة من الإحباط واليأس ليقبل ما يعرض له هروبا من حالته الحالية.
ومع هذه الأحداث جاءت مبادرة الملك عبدالله الثاني ، بتشكيل المملكة الهاشمية الفلسطينية ، من خلال اتحاد كونفدرالي مع الضفة الغربية ، وعزل غزة بولاية مستقلة تحكمها مليشيات متنافسة متنازعة وتتحول لأفغانستان يحكمه أمراء الحرب أو صومال ألف عصابة .وعليه يتحقق الحلم الصهيوني بالتخلص من عبء القضية الفلسطينية ، ويتخلص العرب من الصداع المزمن لقضية فلسطين.
العديد من المؤشرات على والوقائع على الأرض تؤكد التحرك على أكثر من جبهة ومنها الجبهة الفلسطينية والمصرية والأردنية واللبنانية ، وربما ـأتي حرب مخيم البارد ضمن فصول الحلول والأجندة حيث سيتم توطين عدة آلاف من اللاجئين في غزة ، وجزء في الضفة الغربية "المملكة الهاشمية الفلسطينية " في ظل وعود مجموعة الحريري وتعهدها للملك عبدالله بتحمل تكاليف توطينهم في الأردن وبذلك تنتهي قضية التوطين التي يخشاها الأخوة في لبنان .
أكاد أجزم أن القيادة الفلسطينية لديها رسم كروكي متكامل وواضح لمخطط ما يجرى لكنها تسعي لإخلاء مسئوليتها المباشرة ، وعتق رقبتها من المسؤولية التاريخية لإدراكها بأن الإعلان عن ذلك بمثابة انتحار سياسي ، وعليه سيترك لاختيار شعبي يساق لقبول ما يملي عليه.
أمام هذه الصورة وهذا الغياب السياسي الفلسطيني الرسمي والشعبي يهيأ المناخ لتمرير هذا المخطط إن كان واقعيا ، وضمن أجندة معينة يتم تنفيذها .
ولننتظر ما ستسفر عنه قادم الأيام ؟ ولنفكر في دعوات حل السلطة الوطنية ، ومظاهر التحشيد التي تجري على الأرض للجولة الثالثة من معركة التجاذبات الداخلية ، وتركيز الإعلام على الاقتتال الفلسطيني – الفلسطيني ، والفلسطيني – اللبناني وغياب الصورة عن جرائم العدو الصهيوني في غزة .
سامي الأخرس
27/5/2007