العميد الصغير .. أنا الوطن
بقلم/ عصام الأكحلي
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 16 يوماً
الأربعاء 06 فبراير-شباط 2013 07:10 م

بعد قرابة شهر ونيف من صدور القرارات الرئاسية الخاصة بهيكلة الجيش والتي حلت ما كان يسمى بالحرس الجمهوري , ظهر سمو ولي العهد السابق عبر وسائل الإعلام وألقى العميد أحمد علي صالح كلمة خلال مناسبة قيل أنها لقاء تشاوري لقادة الحرس الجمهوري ,, وشكلت الكلمة والمناسبة صدمة كبيرة وخلفت ذهولا واستهجانا غير عادي لدى الشارع اليمني مازالت تداعياته حاضرة حتى اللحظة كما بعثت رسائل عديدة الى من يهمه أو لا يهمه الأمر .

أيقظ"العميد الصغير" أعجبتني كثيرا التسمية التي قرأتها اليوم في صحيفة مأرب برس نقلا عن موقع إخباري وأستأذن صاحبها في استخدامها كثيرا في هذا المقال - الكثيرين من حلم جميل عاشوه بدءا من التاسع عشر من ديسمبر الماضي وأعاد الجميع وإن بشكل جزئي الى المربع الأول ومواجهة الحقيقة والواقع , وحاول بذكاء ولؤم تكدير فرحة الشعب اليمني باحتفالات ثورة فبراير المجيدة ,وكذلك وضع مطب مفاجئ مثبط لعزيمة بدء الحوار الوطني , وبعث رسائل عديدة الى الداخل والخارج جميعها حملت عنوان \" أنا هنا \" .

المناسبة أكدت حقيقة أن هيكلة الجيش مازال قيد التنفيذ ولم يصبح واقعا ملموسا بعد , وأشارت إلى أي معادلة قادمة لابد أن تشمل نجل المخلوع , كما بدا بما لايدع مجالا للشك أن العميد مازال بعيدا عن الواقع وأن حلم الزعامة مازال مدرجا على طاولته شاء من شاء وأبى من أبى , وعلى غرار تراكمات عهد الإمام أحمد اّخر أئمة العهد الملكي التي ظلت حتى اليوم , يبدو أننا سنعاني طويلا من تراكمات عهد العفافيش وأحدها معضلة العفاش أحمد المتشبت بتركة والده ونصيبه من مزرعة كبيرة كانت في الماضي وطنا و دولة .

على خطى والده الزعيم الملهم واستنساخا لخطب وشعارات والده الذي اختصر سابقا الوطن في شخصه الكريم , كان أبرز ماقاله العميد الصغير ما مفهومه \" سيبقى الحرس الجمهوري للوطن ومن الوطن والى الوطن \" , وهنا وبناء على خبرة متراكمة للجميع من السهل إدراك أن المقصود بالوطن هو الزعيم نجل الزعيم , أي أن العميد سيبقى ليس من أجله بالطبع ولكن من أجل اليمن , وسيكون زعيما ورئيسا رغم أنه لا يريد ذلك بطبيعة الحال لكن فقط من أجل الحفاظ على مكتسبات الوطن ووحدته وأمنه واستقراره ومن أجل الحفاظ على الدولة المدنية التي قال عنها في العام الماضي أن والده هو رائدها الأول .

العميد الصغير قال ما خلاصته \" أنا الوطن \" وأعاد إلى الذاكرة ما قاله الزعيم المخلوع في خطابه الأول بعد حادثة النهدين \" حمدا لله على سلامة الوطن \" , نعم .. الوطن هو الزعيم وأبنائه وبعض أزلامه للضرورة , ولذلك يمكن فهم أو إزالة حيرة من رأى أن ثروة البلد ومقدراته وقيادته ظلت مسخرة لهؤلاء طيلة ثلاثة عقود ماضية , فقد كانت كل الثروة توزع على كل الوطن , ولم تكن ادعاءتنا سوى سلسلة أكاذيب وأباطيل لأننا نحن من لم ندرك ولم نتعب أنفسنا في البحث عن تعريف مفهوم الوطن .

كانت أهم رسالة بعثها العميد الصغير خلال ظهوره الأخير هو توجيه إختبار مهم وحاسم للنجاح موجه الى عدة جهات أبرزها في الداخل رئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع والشعب اليمني الثائر ومؤتمر الحوار , وفي الخارج الدول الراعية للانتقال السلمي للسلطة والجهات المانحة والراغبة في الاستثمار , وأيضا كان الظهور بهدف دعم موقف الزعيم في مواجهة المنادين بمغادرته اليمن وغيابه عن مؤتمر الحوار , وبالتالي وضع حجر عثرة أخرى لإفشال المؤتمر قبل بدايته , وتنبيه المستثمرين بأن الوقت مازال مبكرا للشروع في العمل , و بالتالي إرجاء خطط الحكومة الاقتصادية وإفشالها , وترافق ذلك قبل وبعد الظهور الأخير بجملة و سلسلة طويلة من دعم وترويج الانفلات الأمني و الحوادث الإرهابية و القلاقل أينما وجدت وحلت , وصولا الى تخريب أبراج الكهرباء وعزل المواطن اليمني عن محيطه وعن العالم , وغيرها من الطرق والأساليب لتنفيذ أجندات اليوم وصناعة شعار يترحم و يتغنى بالأمس وصولا إلى العرش في الغد .

العميد الصغير ومن خلفه والده بعثا برسائل تهدف مجملا إدراك الجميع أن اللعبة لم تنته بعد , وأن الرهان على الفوز مازال قائما حتى إشعار اّخر , ورمي بالون اختبار جديد وفي توقيت تاريخي للوطن – وهنا أقصد بالوطن ..الوطن الذي يمتد من صعدة الى المهرة ولا أقصد الوطن بتعريف المخلوع ونجله – يقتضي بالضرورة أن تصل النتيجة الى العميد في أقرب وقت ممكن .

الخلود للشهداء .. النصر للثورة .. المجد لليمن .