في الذكرى الثانية..أين تقف ثورة الربيع اليمني ؟
بقلم/ فارس الحميري
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 10 أيام
الثلاثاء 12 فبراير-شباط 2013 06:51 م

فرضت الثورة الشبابية السلمية في اليمن العديد من مسارات التغيير التي تشهدها البلاد حاليا على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية وفي مجال الحقوق والحريات .

وتقف ثورة الربيع اليمني اليوم على انجازات مهمة تحققت للوطن منذ اندلاعها في الــ11 من فبراير2011 ، في حين لايزال الفعل الثوري مستمر لتحقيق الأهداف التي لم تتحقق بعد .

وأطاحت الاحتجاجات السلمية لشباب الثورة في اليمن بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي حكم البلاد لأكثر من 33 عاما وبأهم أركان النظام السابق في كافة المجالات المدنية والعسكرية والأمنية .

وتستعد اليمن حاليا للدخول في مرحلة جديدة من التغيير ، تتمثل بجلوس جميع الاطراف اليمنية على طاولة الحوار الوطني في 18 من مارس القادم لمناقشة كافة القضايا الوطنية العالقة .

هذا وأحيت جموع كبيرة من اليمنيين يوم امس الاثنين ، الذكرى الثانية للثورة السلمية وأقيم بالمناسبة العديد من الكرنفالات والاستعراضات الفنية ، كما خرجت مسيرات حاشدة في مدن عدة بالبلاد .

وهنئ الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي شباب اليمن بهذه المناسبة معتبرا ان يوم 11 فبراير " يوم انطلقت فيه مسيرة التغيير الوطني الكبرى .

ولفت هادي الى أن تضحيات الشباب كشفت حجم الاختلالات الهائلة وعمق الأزمة الشاملة التي كان الشعب يعاني منها .

ومن جانبه ، قال محمد الصبري ، المتحدث الرسمي باسم اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن ، ان الثورة اليمنية تقف اليوم على اعتاب الدولة المدنية التي خرج الشباب من اجل تحقيقها .

وأوضح الصبري – ان الــ11 من فبراير هو يوم انتصار الشعب على قاهره ، ويوم كسر فيه الشعب اليمني حاجز الصمت من اجل كرامته.

وأضاف " أعادت الثورة السلمية الاعتبار لثورتي سبتمبر وأكتوبر، وحققت الانتقال للسلطة بشكل سلمي دون الركون للسلاح، كما ازالت الكثير من المظالم ".

وتابع " الفعل الثوري مستمر حتى استكمال رعاية كافة اسر الشهداء والجرحى، والإفراج عن المعتقلين قسريا على ذمة الثورة او على ذمة قضايا اخرى من قبل النظام السابق واستكمال اعادة هيكلة المؤسستين الامني والعسكرية بشكل كلي".

وشدد متحدث الثورة اليمنية ، الى وقوفهم حاليا صفا واحد من اجل الوصول إلى مؤتمر الحوار الوطني وإنجاحه ، للخروج بدستور جديد للبلاد وكذا لحلحلة كافة القضايا الوطنية العالقة ، والوصول بشكل كلي الى دولة مدنية متحضرة".

وبدوره يرى مركز دراسات يمني ان الثورة السلمية اليمنية تقف اليوم وقد قطعت شوطا مهما تمثل في ادارة عجلة التغيير، وتمكنت من ايجاد أرضية مشتركة وصالحة للبناء عليها .

وقال نبيل البكيري رئيس المنتدى العربي للدراسات "منظمة مدنية " ان الثورة السلمية قطعت شوطاً لا بأس به من حيث القضاء على رأس النظام السابق ، وتدوير عجلة التغيير وإيجاد أرضية مشتركة وصالحة للبناء عليها. وأضاف " المطلوب حالا من القوى السياسية الفاعلة في المشهد أن تلتقط لحظة التغيير وتسير بها، لاننا ندرك حجم التحديات التي تواجهها الثورة اليمنية، وندرك حجم المؤامرات من بعض القوى الداخلية والخارجية التي تريد إعاقة عجلة التغيير في اليمن ".

وتابع " هناك تحديات وعقبات أمام الثورة السلمية .. لكن يبقى أن يكون هناك رؤية مرحلية عاجلة لحلحلة الإشكاليات الحقوقية العالقة هنا أو هناك وضرورة ذلك قبل الدخول بأي حوار وطني".

وأشار رئيس مركز الدراسات في اليمن إلى أن تمهيد الأرضية للحوار الوطني القادم باتت ضرورية وإلا فإن الدخول إلى الحوار وفق العوائق والإشكاليات الحالية فهي مغامرة كبرى معلومة النتائج مسبقاً".

وانتقد الناشط اليمني احمد النويهي الاحتفال بالثورة اليمنية في حين لا يزال جرحى الثورة يئنون من آلامهم ، والعشرات من مفجريها لا يزالون رهن الاعتقال القسرى .

وأوضح النويهي ، أنه بعد مرور عامين من عمر الثورة لا يزال التغيير حلم شعب ووطن وان فرقاء الأمس صاروا شركاء وتقاسموا البلاد.. وان الانجاز لم يكن بحجم التضحيات التي قدمها شباب الثورة السلمية.

وأضاف " ثورة تهمل الجرحى وثورة لم تفرج عن معتقل وثورة لم تزرع الامل الحقيقي لا تستحق ان نوقد لها الشعلة". هذا واحتفل اليمنيون بالذكرى الثانية للثورة السلمية في حين لا يزال حتى اليوم ( الثلاثاء) جرحى الثورة اليمنية ينفذون اعتصاما مفتوحا امام رئاسة الوزراء بصنعاء لمطالبة الحكومة بالتكفل بعلاجهم .

كما لا يزال العشرات من معتقلي الثورة اليمنية مخفيا قسريا ، منذ مطلع الثورة في 2011 وتؤكد الإحصائيات الخاصة باللجنة التنظيمية للثورة اليمنية ان 1444 قتيلا سقطوا في الثورة ، فيما أصيب اكثر من 32 الفا اخرين ، وان عشرات النشطاء الشباب لا يزالون معتقلين .