اليمن وتركيا.. الإقتصاد رافعة قوية لشراكة فاعلة
بقلم/ عارف الدوش
نشر منذ: 13 سنة و 10 أشهر و 12 يوماً
الثلاثاء 11 يناير-كانون الثاني 2011 07:51 م

الرئيس التركي عبدالله جول يرافقه وفد رفيع من رجال الإعمال الأتراك يحلون اليوم ضيوف على اليمن في زيارة هامة ولافتة في توقيتها تم التمهيد لها منذ مايو الماضي عندما زار وفد كبير يضم أكثر من 180 شخصية من رجال وسيدات الاعمال الاتراك صنعاء واعقب ذلك في أكتوبر الماضي زيارة وفد رجال الأعمال الأتراك برئاسة صادق يلدز مسؤول هيئة العلاقات الاقتصادية الخارجية في تركيا( DELK ) اليمن وعقد سلسلة لقاءات في اطار الإعداد والترتيب لجعل الإقتصاد هو الرافعة الحقيقة للعلاقات اليمنية - التركية اللافت أن زيارة الرئيس التركي جول لليمن في هذه المرحلة تكتسب أهمية بالغة في ظل متغيرات إقليمية بالغة الحساسية تمر بها المنطقة.

وإذا كانت الزيارة الهامة لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح لتركيا عام 2008م قد فتحت الأبواب أمام تعزيز العلاقات بين البلدين وركزت على الإقتصاد كرافعة حقيقة لتعزيز وتطوير العلاقات ين البلدين من خلال إرساء دعائم قوية لشراكة يمنية – تركية تعتمد المصالح والمنافع المشتركة ، فإن زيارة الرئيس التركي عبدالله جول ومعه حشد كبير من رجال الأعمال الإتراك اليوم لصنعاء ستدشن مرحلة جديدة وهامة للعلاقات بين البلدين تعطي الأولوية للاقتصاد والمشاريع الإستثمارية بإعتبار ان المصالح والمنافع المشتركة هي الشيء الوحيد الذي ينمو ويعزز الترابط بين الشعوب ويخلق شراكة حقيقية بينها في مختلف المجالات، كما تؤكد هذه الزيارة الهامة الوعد الذي قطعته تركيا بعزمها رفع مستوى علاقاتها مع اليمن عندما قال الرئيس التركي عبد الله جول خلال زيارة فخامة الرئيس عليد عبد الله صالح لانقره 2008م \\\" ان تركيا عازمة على رفع مستوى علاقاتها مع اليمن بحيث يكون نموذجاً للدول الاخرى .. مؤكدا أن العلاقات التركية التركية اليمنية تملك مستقبلاً مشرقا \\\"

وقد حظيت زيارة الرئيس التركي جول لليمن باهتمام واسع وملفت سواء من حيث التحضيرات التي سبقتها أو من حيث توقيتها كما أن نوعية الإتفاقيات والبروتوكولات التي سيتم التوقيع عليها خلال الزيارة ستؤدي الى تنامي العلاقات اليمنية – التركية على طريق تحقيق شراكة حقيقة وفاعلة من خلال انشاء مناطق صناعية كبيرة وقوية تمتص البطالة والإيدي العامة حيث من المقرر ان يتم إشهار شركة تشغيل وتطوير المنطقة الصناعية الكبرى في الحديدة وتوقيع عدد من الاتفاقيات التجارية المشتركة مع رجال الأعمال الأتراك وتسهيل فرص الاستثمار للمستثمرين الأتراك في اليمن وبما يعزز من تبادل الصناعات اليمنية التركية، وخلق أسواق منتجة تساهم في تطوير السلع الاستهلاكية بين اليمن وتركيا وهو ما عكسته رغبة احدى الشركات التركية بتسويق بعض المنتجات الزراعية اليمنية \\\" البطيخ\\\" على سبيل المثال في الأسواق التركية نظرا للطلب المتزايد عليه في تلك الأسواق‘ ، وهناك مشاريع استثمارية عديدة لعل ابرزها انشاء المنطقة الصناعيية الكبرى في الحديدة والطلب اليمني بانشاء جامعة تركية في اليمن وهناك حوالي أكثر من 200 وكالة تركية تجارية مسجلة في اليمن، إضافة إلى فروع لـ 6 شركات تركية كبرى .

كما أن هناك رغبة يمنية – تركية تمثلت برغبة رجال المال والأعمال في البلدين في لقاءاتهم المتلاحقة منذ عام 2008م عقب زيارة فخامة الرئيس لتركيا في رفع الميزان التجاري بين اليمن وتركيا خلال الثلاث سنوات المقبلة إلى مليار دولار من خلال تشجيع الشركات التركية الدخول إلى السوق اليمنية بقوة و استقطاب رؤوس الأموال التركية للاستثمار في اليمن والدخول معهم في استثمارات مشتركة في العديد من المجالات والمشاريع الإستراتيجية ، كما يجب التركيز على صناعات النسيج والملابس والاستثمار في مجال الطاقة

وهكذا فإن التناغم اليمني – التركي واضحاً وملفتاً منذ الزيارة الهامة التي قام بها فخامة الرئيس علي عبد الله صالح لتركيا 2008م وقد أخذت بعد هذه الزيارة العلاقات بين البلدين تتسارع وخاصة في المجالات الإقتصادية

حيث وصل حجم التبادل التجارية بين البلدين إلى 83 مليون دولار وهناك جهود تبذل لزيادة حجم التعاون والتبادل التجاري ليصل إلى مليار دولار في المستقبل وهذا مؤشر قوي يعكس أن البلدين يدركان أهمية توثيق العلاقات بينهما وتعزيزها لخدمة شعبيهما والمنطقة بشكل عام في ظل متغيرات تشهدها المنطقة

واليوم ستفتح زيارة الرئيس التركي عبد الله جول افاق واسعة أمام العلاقات اليمنية – التركية وخاصة في المجالات الإقتصادية باعتبار أن السياسية ما هي الآ اقتصاد مكثف كما يقول علماء السياسية والإقتصاد

ويدرك المراقب ان التناغم اليمني – التركي يتوافق مع أهمية دور تركيا الصاعد في المنطقة والعالم وموقع اليمن الإستراتيجي والهام كدولة فاعلة ومؤثرة في المنطقة في ظل متغيرات تشهدها المنطقة باتت واضحة للعيان قوامها الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة ودولها بعيداً عن استغلال ظروف كل دولة ومتغيراتها المحلية بهدف تسجيل نقاط قوة هنا وهناك وارسال رسائل لاطراف إقليمية ودولية من جماعات وأطراف تريد تضخيم دورها في المنطفة على حساب أمن واستقرار الدول. ـ