المجزرة والجزار ... ودور دول الجوار
بقلم/ يحيى محمد الحاتمي
نشر منذ: 13 سنة و 8 أشهر و 4 أيام
الإثنين 21 مارس - آذار 2011 10:20 م

منذ اللحظات الاولى لانطلاق ثورة الشباب أو ما تسمى ب ثورة البن وأنا شاهد عيان على كل المحاولات والاساليب التي سعت أجهزة النظام المختلفة لاستخدامها لإجهاض الثورة الشبابية وتشتيت المعتصمين في جولة الجامعة , بدا من محاولات شراء شباب في بعض اللجان الامنية والخدمات والاعلامية واغرائهم بالمال والوظائف وزرع المندسين بين الشباب لزعزعة العزائم وبث الرعب بينهم وتهديد النساء والناشطات ومن ثم زراعة بعض المندسات لاستمالة الشباب وتهديد الناشطات والمعتصمات و و و .....الخ وكلها اساليب قذرة لا يفكر بها الا المنحطين , ولكن كل تلك الاساليب لم تفت في عضد الشباب شيئا بل زادتهم عزيمة واصرار , الى جاءت أولى الجرائم والتي على ما يبدوا أن النظام استفذ كل الحيل السلمية لديه وبدأ يفكر بالعنف , وبدلا من أن يقوم بإصلاحات تلبي ولو بعض مطالب الشارع قبل ان يرتفع السقف لديه ,حاول فض الاعتصام بطرق أخرى مستخدما غازا محرم دوليا والرصاص الحي والمطاطي والغازات المسيلة للدموع وسقط أول شهيد في هذه الساحة الشهيد عوض السريحي , ومن ثم توالت جرائم النظام واحدة بعد الاخرى الى أن سقطت كل معاني الانسانية في نظام هذه العصابة وقام بمجزرة جمعة الكرامة التي سقط فيها اكثر من اثنين وخمسون شهيدا والعدد الى الان مازال في تزايد نظرا للحالات الحرجة التي يمر بها بعض الجرحى والذي تجاوز عددهم اكثر من ستمائة جريح . مع هذه المجزرة البشعة التي ارتكبها النظام بحق أبناء الشعب المعتصمين السلميين المطالبين بحقوقهم المشروعة , سقطت أخر ما تبقى من شرعية لنظام علي صالح الذي أطلق على نفسه رصاصة الموت عندما قرر وهو في الجو يشاهد تلك الجموع الغفيرة التي قدرت بأكثر من مليون ونصف التي أرهبته وهاله ما رأى من حشود تطالبه بالرحيل , ففكر وقدر , فقتل كيف قدر , ثم نظر وبصر ثم ادبر واستكبر واستكباره هذا واستعلائه وغروره وعنجهيتة اورده موردا صعبا . دفعة غرورة الى أطلاق رصاصة الغدر على أبناء شعبه , فما أن انتهت صلاة الجمعة حتى انهالت وابل الرصاص على رؤوس وصدور الابرياء والاطفال سقطوا شهداء بعد ادائهم لصلاة الجمعة ليلاقوا ربهم على خير لقاء طاهرين مسبحين مستغفرين , بينما القاتل الغادر لم يصلي حتى الجمعة .

جزار ومجزرة وضحايا أبرياء فالحقيقة وانا اراقب واحلل وأغطي احداث الثورة منذ بدايتها ولكني لم اتخيل أبدا ان يحصل ما حصل وبهذا الشكل وضد اناس سلميين ليس لهم ذنب , اصابني الذهول من هول ما رأيت كنت اسبح في بحر من دماء لم استطع ان اكمل عملي كنت اقوم بتغطية تلفزيونية لإحدى القنوات ولكن الحالة النفسية التي اصابتني افقدتني صوابي ولم اتخيل ابداً ان هذا يحصل في بلد الايمان والحكمة كنا نقول ان الرئيس عاقل وحكيم ولكنه اثبت انه جاهل وعقيم بل جزار سفاح لم يتوانى لحظه عن قتل ابناء شعبه , ولكنه ومن حيث لا يعلم عجل بساعة رحيله .

ايها الجنرال المرعب مهما اشتد الظلم وزاد القهر وخرجت عينا شاهراً سيفك , مهما اختبأت وراء الاسوار وحصنتك الجيوش والعروش والتف حولك البلاطجة يحرضونك ضد كل شريف وصوت حر خرج يطالب بحقوقه يقرون لك انواع المماسح عسكر وصحفيين واصحاب مصالح ناشطين في شئون الحوالات والشيكات , فأن هؤلاء لن ينفعوك وانما يعجلون برحيلك ويقربون ساعتك , انظر الى نفسك كيف كنت وكيف اصبحت كنت تنادى بأفضل الاسماء والصفات فخامة ,الرمز, المشير القائد ......الخ والان تنعت بأقذر الصفات من فخامة الرمز الى طاغية القصر ,الحاكم المستبد, المستغل ,الطاغية ,الفاسد,الناهب,السفاح,الجزار,المجوع لبطون الملايين ,المستحوذ على ثروات البلاد , هذه هي اسمائك وصفاتك الان في افواه الثوار . كان بإمكانك ان تجنب نفسك هذ السقوط المخزي والمهين كنا نطالبك بإصلاحات ولكن كبرك وغرورك دفعك على الاستعلاء على شعبك ونعته بأقبح الاوصاف مع ان هذ الشعب هو من اعطاك الشرعية وهو من سحبها منك الان فأصبحت فاقداً للشرعية ,لكم ناشدناك ان تجنب نفسك ما اصاب سابقيك لكنك اخذتك العزة بالإثم ودفعك غرورك الى ما انت عليه الان . اما وقد سفكت دمائنا فلا رحيل قبل محاكمتك انت ازلامك وجلادوك ناهبوا المال العام . والان مازال بإمكانك ان تخفف عن نفسك وان تعجل برحيلك باقل التكاليف الممكنة وبدون دماء .

لقد تناقضت عرى حكمك عروة بعد عروه وهاهم اقرب المقربين اليك ينفضون من حولك وحداً تلو الاخر متبرئين منك ومن حكمك وها هو الجيش يلتحم بالشعب ينفض عنه غبار ذلك واهانتك له طوال ثلاثون عاماً ولم يبقى لك سوى شارع الستين ,فدع عنك غرورك واستكبارك وارحل بماء وجهك ولا ترفع علينا الفاتورة .

دور دول الجوار :

مازال دول الخليج يكتنفه نوع من الغموض ازاء ما يجرى من مجازر في اليمن دون ان نرى او نسمع ادنى عبارات الشجب والاستنكار الا من دولة قطر الذي كان لها السبق على كل الدول في ادانة المجزرة البشعة بحق ابناء الشعب اليمني , ولا ادري لماذا هذا الصمت خاصة من الجارة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية . لقد تناولت بعض المواقع الاخبارية بعض من الاخبار حول دعم سعودي لصالح ,وانا حقيقة لا يمكنني تصديق ذلك ابداً لان المملكة ودول الخليج اكبر متضرر من نظام صالح الذي يتاجر بكل القضايا الداخلية والخارجية لابتزاز دول الخليج طيلة فترة حكمة ,وعلى الاخوة في دول الخليج ان يعلموا بأن كل الرهانات التي ارعبهم بها صالح ونظامه الفاسد من اجل استغلالهم مادياً قد سقطت كلها , فالقاعدة التي ظل صالح يهدد الخليج والغرب بها ,الجميع وبالأخص الاخوة في المملكة يعرفون من اين تخرج ومن يمولها ,والحوثي يعلم الجميع من الذي سلحه و اوعز اليه التعدي على اراضي المملكة . ويعلم الاخوة الفدية التي حصل عليها العميد احمد علي من العقيد القذافي لإطلاق سراح احد تجار الأسلحة . وهذا النظام ظل يتسول باليمن واليمنيين على مدى ثلاثة عقود ويبتز الاشقاء والاصدقاء في كل شارده و وارده من اجل مكاسبه الشخصية , والكل يعلم اين تذهب كل هذه المساعدات والى أي حسابات تصل .

من هنا فأنني اناشد الاخوة قيادة دول الخليج الى الوقوف بجانب الشعب اليمني حتى ينجح ثورته ويتخلص من طاغيه اهان اليمن واليمنيين والغى الهوية اليمنية وجعلنا مجرد متسولين في دول الخليج , اني اناشد خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده بأن يقفوا الى جانب الشعب اليمني ودعمه في ظروفه الحالية للخروج من ازمته الحالية في اقل التكاليف وان تكون وساطتهم ان وجدت كما اعلن عنها الطاغية علي صالح ان تكون وساطة للضغط علية بالتنحي بسرعة . وسيكون هذا الموقف في رصيدهم لدى الشعب اليمني كبير جداً . وليعلم الجميع بأن الشعب اليمني لن يتخلى عن أي دولة تمد لة يد العون وسيكون ابناء اليمن اول المدافعين عن أي دولة خليجية تتعرض لاي اعتداء خارجي .وليعلم الجميع بأن نظام صالح اصبحت ساعاته قريبة جداً ولم يعد امامة الا الرحيل .

الى اللواء علي محسن الاحمر :

يا سيادة اللواء لقد اثلجت صدورنا بموقفك الوطني والذي كنا ننتظره منك منذُ فترة ولكن يبدوا ان حساباتك غير حساباتنا وقد تدخلت في الوقت المناسب واوقفت مجزرة وشيكة كانت على وشك الحصول لأبناء الشعب . وهذا الموقف الشريف لك ولكل زملائك ضباط وافراد القوات المسلحة الذين انضموا الى ثورة الشباب وساندوها سيسجل التاريخ بحروف من ذهب ولكم منا يا ابطال القوات المسلحة كل حباً وتقدير.