عاجل: المنخفض الجوي يصل الإمارات.. أمطار غزيرة توقف المدارس ومؤسسات الدولة والاجهزة ذات العلاقة ترفع مستوى التأهب وجاهزية صحيفة عبرية تتحدث عن زعيم جديد لإسرائيل وتقول أن نتنياهو أصبح ''خادم سيده'' مسئول صيني يكشف عن تطور جديد في علاقة بلاده مع اليمن.. تسهيلات لمنح تأشيرات زيارة لليمنيين وافتتاح كلية لتعليم اللغة الصينية أبرز ما خرجت به اجتماعات خبراء النقد الدولي مع الجانب الحكومي اليمني وفاة شخص وفقدان آخر في سيول جارفة بالسعودية بقيادة رونالدو.. النصر يضرب موعداً ناريا مع الهلال في نهائي كأس خادم الحرمين دورتموند يهزم باريس سان جرمان بهدف والحسم يتأجل للإياب قريبا في اليمن.. خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية.. ماذا يعني؟ بينها أنظمة دفاع حساسة.. الكشف عن قائمة كبيرة لأسلحة إسرائيلية مسروقة بينها أنظمة دفاع حساسة.. الكشف عن قائمة كبيرة لأسلحة إسرائيلية مسروقة
قلت في ذاتي : علي أن اخرج لمشاهدة تلك المسيرات ومعرفة حجمها من باب : أن تحضر وترى بعينيك خيرا من أن تسمع !
تحركت بسيارتي شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ، فلم اشاهد اي مسيرة ولا تظاهرة ، غير حركة ونشاط شباب التغيير في ساحات الجامعة ومن يحلو للبعض تسميتهم بحراس ميدان التحرير ! والشيء الوحيد الذي رأيته وكان لافتا لي ولغيري ان مسلحين كثر تابعين لحميد الاحمر يقومون بنصب المتارس الرملية والخرسانية في اكثر من موقع بدءا من أمام بوابة اللجنة الدائمة وانتهاءا بنفق جولة الساعة ، اذ كان بمقدور كل مار من ذلك المكان ان يلحظ حجم التواجد والتأهب الملفت للمسلحين ، ففي اشكالهم بالزي الشعبي مايجعلك تتصور انك تقف في جبال افغانستان وليس في وسط العاصمة صنعاء !
استمر تجوالي في انحاء العاصمة حتى نفذ البنزين ! فاكتشفت مصادفة ان بوادر ازمة بترولية بدأت تلوح في الأفق ، حيث اغلقت بعض المحطات وشهدت المحطات العاملة ازدحاما شديدا !
ما وددت قوله هنا ان ما يجري على ارض الواقع شيء وما تنشره بعض الفضائيات شيء آخر تماما ! فقبل خمسة ايام قال احد الصحفيين لقناة البي بي سي ان صنعاء تعيش حالة شلل شبه كامل ، فتحركت بنفس الرؤية (حبا في معرفة الحقيقة) ! فتأكدت ان الخبر لا يعدو عن كونه تضخيما ومبالغة وكذبا !
وهذه المبالغات والتلفيقات في حقيقة الامر لا تخدم شباب التغيير ولا تخدم القنوات ، فالصدق كالضوء لا تحجبه المغالطات اطلاقا . بل ان مثل هذا المسلك يتوافق مع ما نمقته من رسائل التضليل التي يتبناها بعض عناصر اعلام التزلف والنفاق .
والسؤال الذي اود طرحه هنا : هل صارت القنوات الفضائية بما تحاول ايصاله للمتلقي تنطلق من خيالات وتجليات شبيهة بتلك التي يعيشها الشعراء حين يهبط عليهم الالهام ؟ اوانها ربما تتجه صوب تأصيل مفهوم او مصطلح جديد يمكن ان يطلق عليه تنبؤات اخبارية ؟؟
فاذا كانت هذه القنوات - وهي تخبر بما سيحدث في المستقبل - تبتكر جديدا فالأمر يقتضي أن نقول ونتمتم حين نسمع صحفيا وهو يكذب (عيانا بيانا) ، الله .. الله ..الله الله ؛ ما اروعك من مبدع عظيم ! تماما كما نقول حين نسمع شاعرا او فنانا ؟
المطلوب في مثل هذه الظروف الاستثنائية ايضاح الحقائق للناس ، نقل الصورة كما هي دون رتوش .. لأن هذا التحول الاعلامي النوعي الخطير الذي جعل من التنبؤات سبقا ومادة اخبارية عاجلة يزرع الخوف والهلع ؛ خوفا من نيران حروب تدميرية تشتعل نيرانها في سماء فضائيات اختارت لنفسها اسلوب المبالغة والاثارة والفرح بتدفق انهار دماء الشعوب ، بل ويدفع بالبعض الى التأهب لمغادرة المدن والعودة الى احضان القرى !
فهل سنندم اذا لم نعجل بالرحيل ؟؟