قال رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح "أن الفيدرالية ارتدادا عن الوحدة الاندماجية التي تعد الأسبق". معتبرا الوضع القائم اليوم في المحافظات الجنوبية والشرقية وضعاً اعتيادياً، متهما - في حواره مع قناة الجزيرة الفضائية بثته أمس- بعض وسائل الإعلام بتأجيج أو تضخيم ما يحدث في اليمن باعتباره بلدا ديمقراطيا.

وأكد رئيس الجمهورية في حديثه المتلفز على هامش زيارته مؤخرا للدوحة، والتي إعتبرها سياسيون ومراقبون زيارة ناجحة في تنقية الأجواء بين البلدين- "أن الوحدة اليمنية وجدت لتبقى ومحمية بإرادة الشعب ولا قلق عليها من ماوصفها بـ"الزوابع أو الفقاقيع" التي قال أنها تظهر من وقت إلى آخر، سواء من اعتصامات أو مظاهرات أو احتجاجات"، قال" انها تحدث في اليمن كما يحدث في كل بلدان العالم ".

ونوه الرئيس إلى حدوث إشكاليات في أي محافظة أو مديرية و ممارسات خاطئة من قبل من وصفهم بالعناصر الخارجة عن النظام والقانون، وذلك لا يدعو للقلق".- حسب قوله. معتبرا أن من يدعون للانفصال اليوم ، ويحاولون العودة بالوطن إلى ما قبل 22 مايو هم مجموعة من الأشخاص قال انه سبق وأن حاولوا وخسروا حرب صيف 1994م، وليس لهم مكان بين أبناء الشعب اليمني وفي مقدمتهم أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية. مؤكدا بالمناسبة "أن الجميع مع الوحدة، وأن تلك الأصوات النشاز ليست سوى فقاقيع تظهر من وقت إلى آخر".

وبينما اكد أن الحوثيين سبق وأن خرجوا عن النظام والقانون خلال السنوات الست الماضية وجرت ست حروب، فقد أشار إلى أنهم بعد أن طرحت الدولة ست نقاط لإنهاء فتنة التخريب والتمرد أعلنوا التزامهم بتنفيذ تلك الشروط, وبموجب ذلك تم إيقاف العمليات العسكرية واعتبرنا الأمر منتهيا".

وفي حين نفى إتهام صنعاء لطهران وللنظام الإيراني بدعم الحوثيين، قائلاً :" هذا التفسير للأسف الشديد خاطئ، فنحن لم نوجه الاتهام رسميا للنظام في إيران أو أي نظام آخر، وإنما بعض الحوزات و بعض المرجعيات بدعم الحوثيين وتأجيج الفتنة"- فقد كذب الرئيس صحة ما يردده البعض بأن الدول الغربية ربطت تقديم المساعدات لدعم التنمية في اليمن بإجراء مصالحة وطنية ومكافحة الإرهاب.وقال صالح:" ما يطرح في هذا الشأن ليس صحيحا، فالغرب لم يربط مساعداته للتنمية في اليمن بأي شروط، وعموما المساعدات الغربية ليست كثيرة كما يتصورها الآخرون، فنحن نعتمد على أشقائنا في مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تقدم مساعدات سخية لدعم مسيرة التنمية في اليمن".

وعن الفيدرالية قال الرئيس "نحن سبق وقلنا كان من المفترض أن يبحث مفهوم الفيدرالية قبل إعادة تحقيق الوحدة الاندماجية، وبحيث نبدأ بالوحدة الفيدرالية وصولا إلى الوحدة الاندماجية"، وعن الدعوات المنادية بها اليوم قال :"أما الآن وبعد أن مضى على هذا المنجز الوطني والقومي المشرف عقدين من الزمان فإن مثل هذه الأطروحات تعتبر ارتدادا عن الوحدة الاندماجية التي تعد الأسبق، فالوحدة وجدت لتبقى مهما كانت الزوابع أو التحديات".