مستشار كتلة الإشتراكي الألماني يطالب بتقوية نفوذ بلاده باليمن وربط مساعدات المانحين بالحوار الجاد

الثلاثاء 06 إبريل-نيسان 2010 الساعة 04 مساءً / مأرب برس – متابعة خاصة- ترجمة محمد الثور
عدد القراءات 10098

طالب مستشار الناطق بالشؤون السياسة الخارجية (مارتن فايس) عن كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض في البرلمان الألماني بإخضاع المساعدات المقدمة إلى اليمن من الدول الغربية المانحة لشروط معينة، مثل حوار جاد مع المتمردين في شمال اليمن والانفصاليين في الجنوب".

ورغم تأكيد (فايس) الذي سبق و أدار مكتب مؤسسة للتعاون الفني الألماني (جي تي زد) في اليمن في ثمانينات القرن الماضي في تقرير نشره موقع "دوتشه فيله "الإلكتروني :"أن اليمنيين لا يحبون التدخل في شأنهم الداخلي"، الا أنه يدعو برلين إلى العمل على تطوير نفوذها بقوة أكبر لمواجهة الصراعات المتزايدة في اليمن.

مشيرا إلى أن ألمانيا ومنذ سنوات وهي واحدة من البلدان الرئيسية المانحة لليمن، وان تلك البلدان الغربية المانحة ومنذ محاولة تفجير "طأئرة دتوريت الأمريكية" تطالب اليمنيين بالحوار والمصالحة، بإعتبار أن الحل العسكري غير ناجع، وسببا لعدم الاستقرار المتصاعد في البلاد".منوها إلى "أن ذلك هو ما سبق وأن حذر منه وزير الخارجية (غويدو فيسترفيله) قبل أشهر أثناء زيارته لصنعاء".

وبينما قال (فايس) البالغ من العمر 62 عاما- أن "ألمانيا ولسنوات وهي واحدة من البلدان الرئيسية المانحة لليمن- أكد سعيه لتطوير العلاقات بين البلدين من خلال مشاريع المساعدات الكبيرة مثل بناء الطرق السريعة الرئيسية والمطار في صنعاء ، وأيضا عبر برامج و أنشطة ثقافية و لغوية، قال "أنها ساهمت إلى حد كبير في السمعة الجدية لألمانيا في اليمن".

اليمن تعاني الفساد والفقر المدقع

ويقول التقرير أن ما يربو على الفي طالب يمني سجلوا هذا العام في الجامعات الألمانية. و بالاشارة الى ذلك يقول (فايس) “لعل هذا التبادل يفيد في تنمية البلد التي تعاني من الفساد والفقر المدقع " وألمح (فايس) إلى لقائه مرارا في الوزارات بمسئولين درسوا في ألمانيا و هم يحاولون تطبيق النموذج الألماني في ممارسة الحكم الرشيد ، وتطبيق بعض القواعد الألمانية ."

كما أشار التقرير الى الدكتورة عميدة شُعلان نائبة الملحق الثقافي في السفارة اليمنية في برلين، و التي أول امرأة من شمال اليمن تحصل على الدكتوراه في ألمانيا -بمنحة من الأكاديمية الألمانية للتبادل الأكاديمي. منوها إلى أنها درست علم الاجتماع في التسعينات ، فقد قررت شُعلان الذهاب إلى ألمانيا لأسباب فنية، وذلك لدور العلماء الألمان حيث أنهم أول من ذهب لاكتشاف الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية في القرن الماضي".

وأضافت أن "البحوث الألمانية تتمتع بسمعة جيدة جدا في اليمن ، ولذا فان طلابنا عندما يريدون الذهاب إلى الخارج ، فإنهم في الأغلب يفضلون ألمانيا."

شرودر وبائعي الزبيب .. إحدى الآثار الألمانية في اليمن

وأشار التقرير إلى أن ألمانيا تتمتع بسمعة طيبة في اليمن، إضافة إلى وجود صلات قوية مع البلاد في جنوب الجزيرة العربية على مدى عقود من التبادل و المساعدات، إلى جوار بعض أوجه التشابه التي قال أنها "ربطت كلا البلدين بشكل أوثق".

وتطرق التقرير إلى الآثار التي قال أن ألمانيا تركته في اليمن. مشيرا إلى أن مدينة صنعاء القديمة تحتوي على صناديق البريد الصفراء من( دويتشه بوست) (مؤسسة البريد في ألمانيا) التي قال أنها مثبته في الجدران إضافة إلى أن بعض بأئعي الزبيب ما يزالون محتفظين بصورة المستشار الألماني السابق ( جيرهارد شرودر)، أثناء زيارته للسوق قبل خمس سنوات".

ولفت التقرير الإنتباه إلى أن من يستطيع من اليمنيين فانه يتداوى في المستشفى اليمني الألماني.إضافة إلى أن هناك بعض المدارس الثانوية في البلاد،أضافت الألمانية إلى منهجها الدراسي. مشيرا معد التقرير (كلاوس هيماخ) الذي اعش في اليمن لمدة عام إلى وجود مبادرة من وزارة الخارجية في برلين تهدف إلى أن يتخرج سنويا ألف طالب يمني من مدارسهم وهم يتحدثون اللغة الألمانية".

وكشف التقرير عن أول مدرس للغة الألمانية في مدرسة للفتيات باليمن، حيث قال أن عادل سعيد الذي كتب على السبورة بالألمانية "أنا ذاهب إلى ألمانيا ، وسأأخذ الكاميرا معي" يعتبر أول مدرس لغة ألمانية في مدرسة فتيات في اليمن، بعد أن سبق وأن تدرب في معهد( جوته).

ونقل معد التقرير عن عادل قوله: "عندما يتعلم الطلاب اللغة الألمانية في هذا السن ،سيتعلمون الكثير عن هذا البلد" مؤكدا عادل أنه مما لا شك أن من شأن ذلك أن يقوي العلاقة بين البلدين.

العلاقات الألمانية اليمنية متميزة منذ 1969م

ووصف التقرير العلاقات اليمنية الألمانية بالمتميزة منذ عقود، حيث قال انه وبعد نهاية الحرب الأهلية بين الجمهوريين وأنصار الإمام عام 1969 ، أقامة "بون" علاقات دبلوماسية مع الجمهورية العربية اليمنية التي قال أنها شكلت حديثا حينها و أرسلت عمال إغاثة ومدرسين وأطباء وعلماء الآثار، في حين كان اليمن الشمالي محتجب عن العالم في السابق في ضل حكم الملكي.

مؤكدا أن ماوصفها بالجمهورية الوليدة حينها أصبحت ذات أولوية للحصول على مساعدات التنمية الألمانية – إلى اليوم. منوها إلى انه يتم التركيز الآن على توفير المياه النظيفة والتعليم الأساسي.

وأوضح التقرير أن جمهورية ألمانيا الديمقراطية(المانيا الشرقية) كانت الجهة المانحة الرئيسية لجنوب اليمن الاشتراكي.

ونقل تقرير(دوتشه فيله) عن الملحق الثقافي في السفارة اليمنية في برلين قوله “ تجربة التشطير تعتبر رابط أساسي بين اليمن وألمانيا". وأضاف الدكتور شيخ عوض باوزير. "في العام الماضي احتفلنا بمرور 40 عاما على العلاقات الدبلوماسية ، وهذا العام ستحتفل اليمن بمرور20 عاما على وحدتها في مايو كما ستتحتفل ألمانيا أيضا بمرور 20 عاما على وحدتها في أكتوبر".

الصورة الأولى لجانب من تعليم الألمانية باليمن والأخرى لاستعراض خطة عمل