جندي بالحرس الجمهوري يسلم طفله الصغير رهينة لعجزه عن تسديد ديونه بالصبيحة

الجمعة 16 إبريل-نيسان 2010 الساعة 07 مساءً / مأرب برس- كرش لحج - أنيس منصور
عدد القراءات 9104

في سابقه خطيرة تشهدها مناطق الصبيحة بمحافظة لحج وتحديداً مركز كرش.. قام أحد تجار الحديد الخردة بانتزاع الطفل مجاهد حميد سلام وهو في الثانية من عمره من بين أحضان والده قبل أربعة أيام بسبب ديون له لدى والده لم يستطع سدادها.

وقالت مصادر محلية لـ(مأرب برس) أن والد الطفل "حميد سلام سالم" الذي يعمل جندياً في إحدى معسكرات الحرس الجمهوري بمحافظة صنعاء، لم يجد أمام الموقف القاسي الذي وضعه فيه مدينه، بداً من الإستسلام والقبول بان يكون نجله الأصغر رهينة ديونه، بعد أن عجز عن توفيرها لعدم وجود أي مصدر دخل له سوى راتبه الشهري.

وقال حميد سلام والد الطفل في حديث مقتضب طغت عليه حسرته على فراق ابنه "مجاهد" ، :انه كان ضمن جنود الحرس الجمهوري المرابطين في محور صعده ووصلته أنباء مرض زوجته وطفله مجاهد واضطر لبيع سلاحه العسكري الشخصي والاستدانة فوق ثمنه بمبلغ أخر من تاجر الخردة "علي غالب خريمة"، اشترط عليه ان يكون سداد الدين مشروط بزمن معلوم بعد علاج زوجته وولده مجاهد وتحسن حالتهم الصحية".

وأضاف أبو مجاهد لـ(مأرب برس) :"وعندما أردت العودة إلى وحدتي العسكرية أشعروني بأنني سأتعرض للمحاكمة العسكرية والسجن جراء بيعي للسلاح"، وتوقف برهة على إثر تنهيدة حراء ثم أضاف:" واليوم وبعد ان انتهت فترة الديوان وتردد مديني بائع الخردة مرات عديدة على بيتي دون أن يجدني ولافلوسه ، جاء اليوم في المره الأخيرة منفعلا واخذ الطفل من فناء البيت وهو يلعب كرهينة لسداد الديون".

مشيرا إلى أنه قد مر على أخذ ولده أربعة أيام إلى اليوم وأن أمه لم تغمض عينيها إلى اللحظة من شدة البكاء، ولاحتى الأسرة التي قال أنها ابتليت بدين زعزع أمنها ونال من استقرارها المعيشي و الاجتماعي"، سيما بعد أن أصبحت قصة رهن الطفل مجاهد الصبيحي حديث الناس بين سكان مناطق الصبيحة التي يسحقها الفقر المدقع والجفاف.

وفي تعليقه عن الحادثة تحدث "بديع جوبح" عاقل منطقة الجريبه بكرش قائلا ( كانت البيئة الجاهلية بأخلاقها الخشنة الجافة لا تعمل على الحفاظ على حق المولود في الحياة، بل تساعد على انتهاك هذا الحق لمجرد شعور الولد بأنه عاراً متوهماً بأنه خطر قد يلحقه أو أن فقراً مدقعاً قد يهلكه، فجاء الإسلام ليثبت هذا الحق للطفل المولود ويمنع الآباء من ارتكاب جريمة قتل الأولاد بسبب الفقر فقال تعالى : { وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ خشية إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ"، وأبدى جوبح اسفه في تعليقه لـمأرب برس عن أسفه لما وصل اليه اليوم حال الكثير من الأباء الذين يدفعون ابناهم كرهائن لديونهم. مؤكدا أن الحادثة أوجدت خوفا وقلقا كبيرا لدى أسرة الطفل وحالة من عدم الاستقرار في البيت.

 ويسرد عاقل الجريبه في تعليقه على تلك الحادثة التي قال ان المشاعر النبيلة التي أودعها الله في قلوب الآباء والأمهات وشعورهم بالرحمة والعطف على الأولاد والرأفة بهم كشعور أبوي كريم له في تربية الأولاد وتكوينهم النفسي أثره العظيم.

وفي اتصال هاتفي برئيس منظمة سياج لحقوق الطفل احمد القرشي أكد أن المنظمة تلقت بلاغ عن الحادثة وسوف يتم متابعتها مع جهات الاختصاص والتواصل مع كل المعنيين والمهتمين بها.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن