ما بين نعمان والبيض تقف الحقيقة.!!؟
بقلم/ علي السورقي
نشر منذ: 11 سنة و 11 شهراً و 11 يوماً
الخميس 13 ديسمبر-كانون الأول 2012 05:45 م

الدكتور ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الإشتراكي اليمني مهندس الدولة المدنية اليمنية الحديثة وربان السفينة، الجماهيري الثوري دوماً ينطلق في لقاءاته ومقابلاته الحوارية في تحليل الأحداث ومحاكاة الواقع ومشهده السياسي في الوطن اليمني الحبيب من رؤية فاحصة وإدراك يفوق نوعية الوعي وقراءة داخلية وخارجية رصينة في التحليل والطرح الموضوعي ومنهجية تجسد عمق الفكر السياسي الإيجابي الأنموذجي ورقي الحس الوطني الملازم لمراحل تكوين الرجل

يقول الدكتور ياسين والقول له حقيقة ..( لا الجنوب جزء من الشمال, ولا الشمال جزء من الجنوب .. بل الإثنان جزء من اليمن)

وعند هذه العبارة ببعدها الفكري ومفهومها السياسي نقف أمام حقيقة قدسية وعلى العكس من هذا التوجه والسلوك الحضاري ذو الرؤية الثاقبة المواكبة للواقع بكل تفاصيله وإرهاصات مشهده السياسي

يطالعنا في كل لقاء حواري ومقابلة إعلامية مرئية , مسموعة الأستاذ القدير والزعيم الوطني الوحدوي حتى النخاع في ذاته ومكوناته الثقافية والسياسية .. الأستاذ / علي سالم البيض ليقول ما يُقول له ممن يكفروا بقدسية الحقيقة وينكرون بسلبية قداسة الهوية الوطنية

يقول أستاذنا البيض ,, لسنا يمنيين نحنُ الجنوب العربي ,, والقول له غير منطقي مع بالغ إحترامي لهامة وطنية بحجم البيض فهو وللإنصاف للحقيقة والتأريخ مترجم لُغة الحدث الوحدوي في الـ 22 مايو 1990م من موقعه السياسي وصفته القيادية كطرف في الحكم الثُنائي لشطري اليمن آنذاك جمهورية اليمن الديمقراطية والجمهورية العربية اليمنية والتي ذابتا في الـ 22 من مايو في شخصية وحدوية إندماجية وطوعية عُرفت باسم الجمهورية اليمنية وتمتعت بسيادة وطنية بالإعتراف العربي والدولي

إن دور الأستاذ علي سالم البيض في ترجمة الحدث الوحدوي وحضوره في الواقع تجسيداً للفعل والإستحقاق الوطني التاريخي لا يختلف عليه إثنان ولا ينكره إلا جاحد بقدسية الحقيقة ومتصحر الفكر الثقافي والسياسي وإنفصالي الإدراك إنفصامي الشخصية

ومن هذا المنطلق يحق لنا القول بأن الحق يقف إلى جانب الأستاذ الزعيم البيض في موضوع الإنقلاب على الوحدة من قبل نظام الشمال السابق ومكوناته السياسية والقبلية المتمثلة في حرب صيف 94 سيئة الصيت والتي مارس النظام وحلفاؤه فيها أبشع أنوع الحقد السياسي في تدمير الشراكة الوطنية وإغتيال مؤسسات الدولة المدنية والعبث بالممتلكات العامة بمفهوم الفيد والغنيمة والمباح ،فتلك جريمة النظام وعلى الأستاذ علي سالم البيض أن يدرك هذا ولا أظنه غير مدركاً .. إذاً عليه أن يعي تماماً أولا بأن الوحدة اليمنية .. وثيقة وطنية مقدسة بين الأرض والإنسان اليمني .. وغير قابلة للطرق الشخصي الداخلي والسحب التآمري الخارجي بل يتوجب على أستاذنا البيض أن يترفع عن السلوك الإنتقامي من الوحدة والسياسي من القضية والمشروع الوحدوي الحضاري الذي ناضل في سبيل تحقيقه هو وكل رفاقه وقدموا أروع التضحيات في معركة الوحدة الكفاحية والسياسية والتي  تجسدت بالتنازلات والرغبة الحقيقة في تحقيق حُلم الجماهير اليمنية بنيل الإستحقاق الوطني

وها نحن أستاذنا الوحدوي / البيض نقول بملء ألفاه بأن الحق يقف إلى جانبك في حرب الإنقلاب السياسي على الوحدة من قبل النظام السابق وأمراء الحرب في حكومة ظل القبيلة واستخدام الدبابة وصوت البندقية بديلاً همجي عن الحوار رغم ذلك الإعلان المشؤوم .. ولكنا بالمقابل نؤكد بأن الحقيقة تجافيك في الطرح ولا يسعفك منطقها في مسار التوجه حيث أن خطابك في ميدان السبعين في العاصمة صنعاء والذي لا يمكن لأحد المزايدة على مصداقيته أو إغتياله من ذاكرة الجماهير الوحدوية شاهد حي على التناقض والذي نحسبه حالة تأثير ستزول بالإعتراف للذات بالحقيقة وإن كانت مُرة فالأمر منها نكران الإنتماء وفك الإرتباط عن الهوية.

وإذا كان النظام السابق قد دخل الوحدة بصورة رجعية وفكر تقليدي إنقلابي وجسدها في صيف 94م بالدبابة والشرعية الكرتونية فها هو اليوم يخرج منها من تحت الباب كالفأر بفعل ثورة شبابية أنتجتها مدرسة الحراك السلمي في المحافظات الجنوبية وكان الحزب الاشتراكي اليمني الشريك الحقيقي في الوحدة ومعه كل القوى الوطنية الحية من عشاق الحرية والكرامة وصانعي مسار التحديث والمدنية وبيارق النضال الوطني ضد التخلف معلماً وطنياً في ثورة الشباب السلمية وأستاذ وحدوياً في مدرسة الحراك السلمي هذه هي الحقيقة المقدسة بفكر الأستاذ القدير والمناضل الوطني الجسور الدكتور ياسين سعيد نعمان قائد الجماهير

الشعبية اليمنية بمختلف إنتماءاتها السياسية ومشاربها الفكرية المؤمنة بجوهر القضية والواثقة بمهارة ربان سفينة الوطن وحكمته في مواجهة الأخطار المحدقة باليمن جراء تلك التصرفات الفردية والتخندق في مستنقعات السياسة الإقصائية .؟

أستاذنا الزعيم علي سالم البيض ليس هناك من جنوب عربي كما أنه ليس هناك من شمال يمني وكلأ منهما ليس جزء من الأخر بل هما معاً بلسان حال الدكتور ياسين سعيد ومعه الشعب وجماهيره الوحدوية جزء من اليمن وللدكتور هنا في البُعد والمدلول عصائه التي يتكئ بها على الحقيقة ويهش بها على الوطن من الإنزلاق في منعطفات التبعية ومطبات الذات المتقزمة في المصالح الفردية على حساب مصالح اليمن وسيادته الوطنية والعبث بمنجزاته الوطنية واستحقاقاته التاريخية

وبعيداً عن الخطاب السياسي المعبر عن السلوك الرجعي إلى ما قبل الحدث الوحدوي هناك مسارات إيجابية وخيارات وطنية في الحوار كمنطلق لمعالجة الإشكاليات التي تقف وجه الوطن ومواجهة التحديات بروح وطنية وجدارة بتحمل المسؤولية فكل الخيارات مطروحة بعيداً عن الاستبدادية في الرأي والهروب إلى اللا حقيقة فخيار الوحدة الإندماجية بمفهوم الدولة المدنية وسيادة القانون بما يكفل إعادة الحقوق السياسية منها أو الوظيفية والمؤسساتية التي تم مصادرتها من قبل النظام السابق وأزلامه

وهناك خيارات الفيدرالية , الكنفدرالية , الديمقراطية التوافقية ..! فكل الخطوط الحمراء الوهمية يمكن تجاوزها لصالح الوطن وعليه نتوجه بالدعوة الصادقة إلى الأستاذ علي سالم البيض بالمبادرة والتزام مقعده في الصف الأول لمؤتمر الحوار الوطني وما بين الدكتور نعمان والزعيم البيض تقف الحقيقة حيث الهامات الوطنية لا تنحني ولا تتخندق في مسارات القوى الإنهـزامية ومابين مؤتمر الحوار الوطني وشاطئ الأمان تقف سفينة اليمن.